عندما تلقاه وتجلس بمعيته تشتمُ من حديثه رائحة الأردني، وتشتمُ من أنفاسه رائحة الوفاء والإخلاص للوطن والملك، وتدرك كم هو حريص على استقرار الأردن وحفظه.
رغم كل المناصب التي اعتلاها ظل متواضعًا تواضع الشيوخ الكبار.. الشيخ فيصل عاكف مثقال الفايز لم يحظ سياسي في الاردن بمساحة إجماع من الناس عليه كما حظي هو.. لانهم يحبونه ويشعرون انه منهم فكان حبهم لابي غيث صادقا كما حُبه لهم..
فيصل الفايز رجل العشيرة الأول والمدافع عن الغايات السامية للعشائرية بفهومها الأصيل، ويحرص ان تكون مؤسسة العشيرة كما أرادها الاباء والأجداد، دعامة أساسية في البناء الوطني.
تربى الشيخ فيصل الفايز في مدرسة العشائرية بمفهومها السامي على أيدي شيوخ كبار من الآباء والأجداد، لذلك يمارس العشائرية على حقيقتها وصفاتها الأصيلة..
استلم فيصل الفايز المناصب العليا في الدولة كرئيس للحكومة وكرئيس للنواب ورئيس للاعيان وقبلها رئاسة التشريفات الملكية ووزيرا للبلاط.. لم يتغير الرجل ولم يتبدل وظلت أبوابه مفتوحة للجميع دون ان يمارس التفريق بين الأردنيين مثل الكثيرين، هذا قريب وهذا بعيد، بل اعتبر نفسه لجميع الأردنيين الذين يقصدونه من جميع انحاء المملكة، ولا يكاد يوم إلا وتجد فيه المئات سواء في بيته او مكتبه يقضي حاجاتهم، لا يغلق بابه بوجه أحد مع حنوٍ على الكبير والصغير.
ومع كل هذا، تجد أحيانا بعض أصحاب النفوس الضعاف يستهدفون الرجل الكبير بإساءات وافتراءات بأساليب وضيعة فيها ابتزاز ورخص، لكنه يتجاوز تجاوز الكبار ويترفع ترفع رجال الدولة الحقيقيين عن الصغائر.
سخّر الفايز علاقاته مع الكثير من الأشقاء العرب لخدمة الأردن وخدمة مصالحه لأنه مسموع الكلمة والرأي عند الكثيرين منهم، ويتمتع بثقة كبيرة لديهم لانهم خَبروه عن قرب كم هو مخلصا ووفيا لأردنيته وعروبته.
الشيخ فيصل الفايز اسم تقرأ بين حروفه الوفاء والاخلاص للوطن والملك.
الحديث عن دولة فيصل الفايز لا يتسع له مقال أو مساحة محدودة فهو قاموس كبير في كل مناحي العشائرية والوطنية والقومية والسياسية.
وجدت نفسي أكتب هذه السطور لما رأيته من الرجل من تواضع كبير ومن رجل يُخجل من أمامه.. انه يعطي دروساً لكل السياسيين اصحاب المناصب كيف يتعاملون مع الناس وكيف يجب ان يكون المنصب في خدمة الناس من خلال الابواب المفتوحة، لأن المنصب هو الذي يكبر بالرجال وليس العكس، ومن يفعل غير ذلك يكون غير مستحق لهذا المنصب.
سلام على الشيوخ، الفيصل وعاكف ومثقال الرموز الوطنية الكبيرة.