facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كيسنجر وصُنْع القادة


د. عزت جرادات
26-06-2023 07:47 AM

يعتبر كيسنجر معْلَما متجدداً في تاريخ السياسة العالمية، ومدرسة في السياسة الأمريكية يشد القارئ بأسلوبه وعمق تحليلاته ونظرياته والتي ضمّنها مذكراته، والدبلوماسية بشكل خاص، وغيرها من كتبه، وأخيراً كتابع الصادر عام (2022) بعنوان: (القيادة: 6 ست دراسات في الاستراتيجيات العالمية).

وبعيداً عن موافقة السياسية التي تمثل نموذج السياسي الأمريكي الذي يضع المصلحة الأمريكية أولا في مختلف القضايا والأحداث الدولية والإقليمية وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، فكتابه الأخير آنف الذكر يمثل دراسات أكاديمية في القيادة والاستراتيجيات العالمية لستة من القيادات العالمية، ويرى القادة العالميين المبدعين هم الذين يتصرفون وفق محوريْن:

الأول: محور الربط ما بين الماضي والمستقبل، والثاني محور الربط ما بين المنظومة القيمية والطموحات الكبرى، فهم بمثابة المربين الذين يصوغون أهداف المجتمع عبر فريق ديناميكي يتفهم رؤيتهم كما يتفهم التاريخ كما ورد عن تشرتشل: (أدرسوا التاريخ ففيه تكمن كنه أو جوهر السياسات، فمن يصنع القادة هو التاريخ).

ومن هذا المفهوم التاريخي وصُنع القادة فقد أعتبر ستة قادة عالميين من صُناع التاريخ:
-أديناور: استراتيجية التواضع الذي أعاد بناء المانيا على أسس قيمية أخلاقية ديموقراطية.
-ديغول: استراتيجية الإرادة الذي أعاد بناء فرنسا من الهزيمة إلى دولة ذات قيم ومبادئ تسهم في قيادة العالم.
-نيكسون: استراتيجية التوازن العالمي الذي أسس لنظام عالمي وقاد السياسة الأمريكية على قاعدة التوازن العالمي.
-السادات: استراتيجية التعالي، الذي استعاد الأرض المصرية معتمداً منهج المزج بين النهج العسكري والنهج الدبلوماسي، وكان الباعث لاتفاقات متعددة في المنطقة.
-لي كوان يو: استراتيجية التميّز، الذي جعل من دولة المدنية الواحدة، سنغافورة، قوة آمنة بإدارة عالية وهُوية موحَّدة.
-تاتشر: استراتيجية الاعتقاد التي ورثت إمبراطورية فقدت مكانتها، فأعادتها قوة اقتصادية سياسية تجمع بين الجرأة والتعقّل.

ويرى كيسنجر أن القادة ليسوا فلاسفة رؤية بل هم فلاسفة إدارة، ومن خلال الأزمات تتولّد القيادات الإبداعية التي تقود الدولة بمنهجية التعيير والتقدم.

هذه ملامح لهذا الكتاب الذي خرج به كيسنجر مع بلوغه المائة عام، قد تتفق معه أو تختلف، ولكنه كتاب زاخر بالتحليل والرؤية التاريخية السياسية في إطار أكاديمي أقدمه بحيادية تامة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :