أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة هم الأبطال المجهولون لاقتصادنا، اذ يقودون الابتكار ويخلقون فرص العمل، ومع ذلك فإن أحد جوانب دورهم الذي غالبا ما يمر دون أن يلاحظه أحد هي التأثيرات النفسية التي يتعرضون لها عندما يتعلق الأمر بدفع الرواتب، يجد العديد من أصحاب الأعمال الصغيرة أنفسهم غارقين في المشاعر السلبية، مثل الغضب والشك الذاتي والقلق، خلال هذه المهمة الحاسمة.

في هذه المقالة، سنستكشف الظواهر النفسية وراء هذه الظاهرة ونقترح الحلول المحتملة بناء على النظريات ذات الصلة.

الظواهر النفسية:
1. نظرية الإسناد (Attribution Theory): وفقا لنظرية الإسناد، يميل الأفراد إلى عزو أسباب الأحداث أو المواقف إلى عوامل داخلية أو خارجية. عندما يجد أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة أنفسهم غير قادرين على تلبية متطلبات كشوف المرتبات، فإنهم غالبا ما يلومون أنفسهم ويستوعبون الفشل، يمكن أن يؤدي هذا اللوم الذاتي إلى مشاعر الغضب والإحباط والتشكيك في قدراتهم كرواد أعمال وقد يمتد هذا التأثير على انعكاسه على موظفيهم ولومهم على التقصير ومحاسبتهم والشك فيهم والتهديد بالفصل والعقاب الشديد.

2. الكفاءة الذاتية (Self-Efficacy): يشير مفهوم الكفاءة الذاتية، وهو مفهوم طوره ألبرت باندورا، إلى إيمان الفرد بقدرته على النجاح في مواقف محددة قد يعاني أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة المسؤولون عن الرفاهية المالية لموظفيهم، من انخفاض في الكفاءة الذاتية عندما يكافحون للوفاء بالتزامات الرواتب، يمكن أن يؤدي هذا الانخفاض إلى دورة من الأفكار السلبية، مما يزيد من تقويض ثقتهم ويؤدي إلى زيادة التوتر وانهم هم لهم الفضل على الموظفين وانهم هم من يعملون بجد وجهد دون غيرهم وتبدء معها نوبات الحزن والشكوى ويفكرون كثير في اغلاق الأعمال اذ انها لا تدر عليهم بمقدار الجهد الذي يقومون به.

3. التنافر المعرفي (Cognitive Dissonance): عندما يكون أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة غير قادرين على دفع الرواتب بالكامل أو في الوقت المحدد، فإنهم يعانون من حالة نفسية تسمى "التنافر المعرفي" وسببه الانزعاج الناجم عن اعتناق معتقدات أو قيم متضاربة.

ويحدث ذلك مع أصحاب الأعمال الذين يقدرون بشدة رفاهية موظفيهم، بينما يواجهون في الوقت نفسه قيودا مالية تمنعهم من الوفاء بهذه الالتزامات، غالبا ما يؤدي هذا الصراع إلى ارتفاع مستويات التوتر والشعور بالذنب وفي معظم الأحيان الى عدم القدرة على التفكير والتخبط في القرارات وتصفية الحسابات.

الحلول المقترحة لمن يعاني من الحالات النفسية:
1. التخطيط المالي: يمكن أن يساعد تنفيذ عمليات التخطيط المالي القوية أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة على التخفيف من الآثار النفسية السلبية المرتبطة بدفع الرواتب، من خلال التنبؤ بدقة بالإيرادات والنفقات، يمكن لأصحاب الأعمال تحديد أوجه القصور المحتملة مقدما واتخاذ تدابير استباقية لمعالجتها. هذا النهج يقلل من احتمال حدوث نقص مفاجئ والمشاعر السلبية الناتجة.

2. طلب المساعدة المهنية: يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة الاستفادة من التشاور مع المستشارين الماليين أو مرشدي الأعمال لاكتساب نظرة ثاقبة لاستراتيجيات إدارة التدفق النقدي الفعالة. يمكن لهؤلاء المهنيين تقديم إرشادات حول تحسين تدفقات الإيرادات وخفض التكاليف وتنفيذ أنظمة كشوف الرواتب بكل فعالية وبطريقة استباقية يعني "مش راح يخلوك لأسبوع قبل الرواتب تفكر من وين راح تجيب المصاري أكيد راح تضغط"، من خلال الاستفادة من خبراتهم، يمكن لأصحاب الأعمال اكتساب شعور بالسيطرة على وضعهم المالي، مما يقلل من التوتر والقلق وجلد النفس والتفكير العميق في المشكلة عوضا عن الحلول.

3. إعطاء الأولوية للتواصل: يعد التواصل الواضح والمفتوح مع الموظفين أمرا بالغ الأهمية خلال فترات عدم اليقين المالي. فمن خلال شرح التحديات التي تواجهها الشركة ومناقشة الحلول المحتملة، يمكن للمالكين تعزيز التفاهم والتعاطف بين موظفيهم، يمكن أن تساعد هذه الشفافية في تخفيف مشاعر الذنب والغضب، وخلق بيئة داعمة لجميع الأطراف المعنية وفي كثير من الأحيان يكتشف أصحاب الأعمال الأدمغة الريادية الموجودة ضمن المؤسسة والتي قد تكون سببا في خلق فرص واستحداث طرق جديده لزيادة الإيرادات.

4. التعاطف مع الذات واليقظة: يحتاج أصحاب الأعمال الصغيرة إلى تنمية التعاطف مع الذات وممارسة اليقظة لمواجهة الحديث السلبي عن النفس ولوم الذات. إن إدراك أن التحديات المالية غالبا ما تكون جزءا من ريادة الأعمال يمكن أن يساعد هذا الفكر في تخفيف عبء الشعور بالذنب والشك في الذات، يمكن لتقنيات اليقظة، مثل التأمل وتمارين التنفس العميق، أن تعزز أيضا الرفاهية العاطفية وتقلل من مستويات التوتر يعني بالمشرمحي :"إذا شفتها خربانه خربانه ما تضايق نفسك روح اطلع رفه عن نفس وجدد طاقتك وارفع معنوياتك وارجع اشتغل".

إن التأثيرات النفسية التي يتعرض لها أصحاب الأعمال الصغيرة عندما يتعلق الأمر بدفع الرواتب تشكل تحديا كبيرا ولكنه غير معترف به من خلال فهم الظواهر النفسية الكامنة وراء هذه الظاهرة، مثل نظرية الإسناد، والكفاءة الذاتية، والتنافر المعرفي، يمكننا اقتراح حلول فعالة. من خلال تنفيذ التخطيط المالي، وطلب المساعدة المهنية، وتحديد أولويات التواصل، وممارسة التعاطف مع الذات واليقظة، يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة التخفيف من الآثار النفسية السلبية المرتبطة بدفع الرواتب.

دعونا ندرك التضحيات والتحديات التي يواجها أصحاب الأعمال الصغيرة وندعمهم في بناء نظام بيئي مزدهر ومرن لريادة الأعمال وذا كنتم تعملون في مؤسسة ولاحظتم انه وعند اقتراب اخر الشهر هذه الاعراض على أصحاب الأعمال فاصنعوا فنجانا من القهوة واخبروهم انها "راح تهون" واحكولهم "كيف ممكن نساعدك؟" لأنه الله يكون في عونهم بمرو بأوقات صعبة وحالات نفسية اليمة ممكن توصلهم للاكتئاب وجلد الذات.