تذكّرت سراييفو!! محال محروقة، أبواب مخلوعة، طرق مقطوعة، وأناس آمنون لا يجرؤون على الخروج ليأمّنوا مدافئهم بالوقود،وأولادهم بامتحانات مدرسية آمنة، وعائلاتهم بالخبز والماء.
***
خسارة !! كل ما أنتجناه من أغنيات تمّجد الوطن،وتقدس التراب، وتقسم على حفظ العهد،وتصر على صون الحمى بالدم..و كل ما استهلكناه من ورق للقصائد النبطية التي تتغنى في الانتماء، ومنصات للخطابة، وشماغات حمراء، ووشاحات بشعارات ملونة، وحلقات دبكة، وصواوين واسعة ومشرّعة في الاحتفالات الوطنية...لم تصمد أمام أول حجر رماه عابث في طريق... هل اعلنا الحرب على الوطن؟
ما علاقة الشبّاك بالاشتباك، والشجرة بالمشاجرة، واحراق المحكمة وحقوق الناس بالحماس، والاشارة الضوئية بالفزعة العشائرية،واقتحام الدوائر بالرفض،ما علاقة «فورة الدم « بالانتقام من الوطن ومؤسسات الوطن وابناء الوطن .. لماذا نصرّ في كل مرة على جرح وجه بلدنا كي نطفىء غضبنا!!..من نحن وعلى من نحتجّ؟ وماذا نريد؟.؟
لم يعد اضعف الإيمان يكافىء أقوى ممارسات الكفر الوطني.. لم يعد للكلام أي معنى في لغة «العضلات»، ولا للحكمة جدوى في ثقافة «الانفلات»،ولا للتعقل دور بعد ان سقط «العقال» سامحوني ان نصبت «خيبتي» في بطين الجفاء.. وبكيت بصمت..حتى يمطر الله علينا حلاً عملياً..أو يفقأ دمّل»الاحتقان»..
***
أرأيتم الدخان المتصاعد في معان..انه قلبي يحترق..
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)