حكاية المئة مسار .. موسوعة الأردن
عبدالرحيم العرجان
25-06-2023 12:10 PM
ثلاثة أعوام لم يفارقنا القلم والعقد.. سنة وثقنا فيها 2873 كلم بمختلف أرجاء المملكة بحثا عن كنز مفقود من الدهشة والذهول..
الإستمرار والبداية ..
منذ سنوات ونحن نتطلع لبناء موسوعة معرفية شاملة عن الأماكن الغائبة عن البال في مملكتنا الحبيبة والغير مطروحة بالإعلام بكافة قنواته المتداولة أو سبق وكانت معرّفة بخارطة سياحية حتى جائت جائحة كورونا وتطلب منا البدء بالكتابة عنها والتعريف بها عبر سلسلة مقالات ردا على تساؤلات الأصدقاء المهتمين عن أي الأماكن نذهب في ربوع الوطن بعدما أقفلت المطارات وأغلقت الحدود ،واستجابة لنداء وزارة السياحة بدعم هذا القطاع والذي عانى الكثير بعامه الأول والثاني، عكفنا على إعداد ونشر مقال أسبوعي مبني على تجاربنا في المسير والترحال مصحوبا بالبحث العلمي نتحدث فيه عن تاريخ المكان ومكنونات الجيولوجيا منذ بدء التكوين وحياة الطبيعة وغياهب الجغرافيا التي عرفنا أسرارها من أهل المكان وقصتهم المرتبطة بالتراث والمحافظة على العادات والتقاليد وصولا للعهد الهاشمي الذي نفاخر به الأمم، بلسان الباحث الجوال والخبير المستمتع والذي تطرق لكل المشاهدات الحية وتحليلها وحدد احتياجات كل رحلة والعمل على الإعداد لها محاكيا مختلف الأعمار والثقافات معززا عنصر التشويق والإثارة لزيارة المكان، وهذا ما كنا نجنيه بكثرة السؤال والإستفسار من القراء والمتابعين لنا، لا وبل بكل من أشاد بذلك من الأردن وأبناء الدول الشقيقة والصديقة ونوجز منها:
شهادة المتابعين
المؤرخ د. علي قليبو -القدس: يعود إليه الفضل في الكشف عن العديد من المواقع التاريخية القديمة الأثرية والمحافظة عليها من الإندثار ومن بينها الدولمن، وهو أول من تحدث عن المصائد التاريخية في البادية الأردنية، وقد جمع العرجان بين فن التصوير الفوتوغرافي وشغف التاريخ والطبيعة عبر الصورة والكلمة ليكشف لنا العديد من المواقع الأثرية والبيئية وقام بنشر تفاصيلها في سلسلة مقالات أسبوعية في الصحف اليومية والإلكترونية الأكثر شهرة وانتشارا واصفا مساراته الإستكشافية وتعريفنا بجذور الهوية والقواسم المشتركة بين البلدين.
الفنانة التشكيلية سلمى المري -الإمارات:
وجد ليكون رحالا يضرب في أرض الوطن، فكان كمن يلملم أطراف ثوب موشى بالطين والحجر والطير والشجر ترشّش بالمطر معطرا بالطيون ليحتويه ملئ قلبه وحضنه، شاهق الأمل في مساراته، شاهرا عدسته متقلدا مقولة "أهل مكة أدرى بشعابها" ضاربا على صدره " هذا الوطن لي" يحمل حصيلة شوقه إلى عتمة الاستوديو، هناك تتمايل أخيلة الدولمنز و تضاريس الأردن، ينقش في مقالاته ما تعلقت به روحه في مخاضاتها الأولى، وكان لي النصيب في قراءتها قبل عبورها إلى الفضاء الأزرق، مردّده في سري، كم فيك من خيال الزقاء يا أردن.
المستشار سعيد شرار _ مدير معهد الدراسات الإسكندنافي الشرق أوسطي _ الدنمارك:
لأن مسارات الرحاله المنقوله بشغف عاشق لوطنه جعلته من أفضل سفراء الأردن والعالم العربي عالميا لما تحمل من معاني الإبداع والإنسانيه وجماله لقيم المحبه والسلام والتعاون بين الأمم والإرتقاء بالإنسان وحقوقه المشروعه، وذلك من خلال تصويره المحترف للمناظر الخلابه والوصف الرائع لمناطق التي يكشف عنها بالوطن والتعريف لما حول العالم والذي يصعب على الكثيرين من الوصول إليها والسرد عنها فيتوجب علينا دعم هذا المغامر المتكامل الموسوعي وكل مبدع.
أ. يسار الخصاونة -رحمة الله- نائب الأمة والذي فارقنا قبل أيام :
إن الأقلام لا تنطق بكمال سحرها وعظيم إبداعها إلا إذا تحرك الصمت والظلام المختزل في نقطة الضوء وكنتم النجم الذي يلتقط صورة الفضاء بقلبه الرقيق حتى يتحقق الوعي ونحس الوجود بأرواحنا إنك خير من يوائم بعدسته المتحفزة بين صورة الحياة بوثبات روحه وقداسة القلم.
أنا من وثقت والفريق من أنجز
نحن مجموعة جمعنا عشق المكان وسحر الطبيعة للخروج بنهاية كل أسبوع لموقع جديد نتشارك باختياره راسمين مسارنا حسب شروط السلامه بغض النظر عن الحالة الجوية ووفقا لأعلى المعاير التي وضعها الإتحاد الدولي للترحال، مستكشفين تفرعات الأودية وبطون الجبال وعمق البادية بروح الفريق نتقاسم فيه رشفة الماء إذا فرغت القرب، نتعلم من أهل المكان ولسان حالنا يقول" أهل مكة أدرى بشعابها" فهم الراشد الأمين لمكان جديد والمعين المستجيب عند الضرورة.
أما عن الكتابة فلم يبخل علينا الباحثين والمفكرين بمختلف المجالات بفتح مكاتبهم ومكتباتهم بعد أن آمنوا واطلعوا على جدية مشروعنا الوطني التطوعي والذي أنفقنا عليه الكثير دون عائد يضمن لنا الاستمرارية وزرع الأثر الكبير لنشر الثقافة وتعزيز الوطنية وتوجيه الأنظار على مواقع أصبحت قبلة للزائرين، وبشهادة ما وصلنا من كتب شكر وثناء من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ودرب الأردن الممتد من أقصى الشمال حتى العقبة لترويجنا محليا ودوليا ووزارة البيئة لما لمسوه من أثر بالتوعية ووزارة السياحة والآثار التي تبنت مع هيئة تنشيط السياحة طباعة كتابنا الأول بعنوان "مسارات –المسير والترحال في الأردن" وحفل الإشهار المقام في المركز الثقافي الملكي برعاية معالي نايف الفايز والذي وصفه بالجهد العظيم لتضمينه توثيق 1163 كلم ضمن 52 باب مثلت عددا من أسابيع السنة ،وإشادة معالي وزيرة الثقافة السيدة هيفاء النجار عن كتاباتنا في اجتماع وزراء الثقافة العرب ورعايتها لتوقيع كتابنا على متن أكبر مكتبة عائمة "لوغوس هوب" في ميناء العقبة مطلع العام، لم نتوقف عن نشر مقالاتنا ونشر الكتاب بل تجاوزناها للبحث العلمي والمشاركة بعدد من المؤتمرات الفكرية وقد كان آخرها بحرم جامعة آل البيت وكنا قدمنا ورقة عمل تضمن بحثا شاملا ومرسوما عن " المسارات الدولية والفرص المتاحة في البادية" وجلسة مؤسسة العلوم والثقافة بالإمارات ، ومن الندوات التي أقمناها للمشاركين بجائزة سمو الأمير الحسن بن طلال حول البتراء وجمعية العلوم والثقافة ونادي خريجين الجامعات الفرنسية وورشات بمعظم جامعاتنا الخاصة والحكومية وغيرها الكثير من محافل الخبرة والعلم لشغف المتابعين وتعزيز مصداقية المعلومة، وقد تجاوز المقال حدود النشر بأن أصبح مرجعا لعدد من الإعلامين والمعدين للبرامج المتلفزة لزيارة الأمكان ومنها قناة رؤيا وعمان تي في وعدد من المؤثرين في وسائل التواصل الإجتماعي ليوصي به أدلاء السياحة للزوار، وإدارة جلسة المقومات الأساسية لإنجاح المسارات الثقافية والسياحية في المثلث الذهبي والتي تحدث بها نخبة من أصحاب الإختصاص بدعوة من وزارة الثقافة لوضع القواعد والأسس والتحديات.
فمن الجانب النظري واجهنا الكثير من التحديات وكان أكبرها متمثلا بمحدودية وندرة المراجع العلمية لبعض المواقع كجبل قرما التاريخي ومصائد الحرة وشق العجوز وتكوينه الجيولوجي الفريد وأسماء النباتات المحلية والعلمية وغيرها، وعلى أرض الواقع تجلت بعدم شمولية التغطية الخلوية وفقدان الإتصال وارتفاع أسعار الأدوات والمعدات الاحترافية مقارنة بالأسواق العالمية لفرض رسوم وضرائب عالية ، والأهم من ذلك عدم شمولية وتغطية بوالص التأمين لأي حادث قد يطرأ كونها أحد رياضات المغامرة والمصنفة لديهم بالخطرة، وقُصر العمر الإنتاجي والتفاعلي لأدوات التموضع والتصوير نتيجة تعرضها للغبار أو البلل.
وعن كلمتنا الأخيرة ..
لدينا هواية ولدينا وطن..
هوايتنا صورة للوطن.. ونسعى جاهدين لإبرازه رياضيا وعالميا.