وضع وزراء الإعلام العرب في الاجتماع الذي عقد في الرباط بالمغرب قبل أيام الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية حول منصات التواصل الاجتماعي وما يصدر عنها، وقد اعدت الاستراتيجية الأردن بتكليف من مجلس وزراء الإعلام العرب بواسطة وزارة الاتصال والإعلام الأردنية، وعلى رأسها الخبير والإعلامي المخضرم وزير الإتصال فيصل الشبول.

الاردن يؤمن بأن يكون الإعلام العربي موحد في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في مواجهة الإعلام والاتصال الإسرائيلي والأوروبي والأمريكي الموجهة ضد الأمة العربية والاسلامية.

الاستراتيجية التي وضعها الوزراء الإعلام العرب تتضمن وضع مشروع قانون عربي استرشادي موحد لتنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي وحماية وسائل الإعلام العربية وحماية الشعوب العربية وغيرها، إضافة لمنع خطاب الكراهية والعنف والذم والقدح والشتائم التي تسيء للشعوب العربية وتجريم الفعل الضار الذي ينتهك حقوق الإنسان والحريات الأساسية والخاصة في الفضاء الرقمي وتجريم الفاعل والمجرم بالعقوبة المنصوص عليها في القانون.

الأردن يحظى بخبرة كبيرة في وسائل الإعلام والاتصال المحلية والعالمية والفضائيات ومحطات التلفزيون والإذاعة منذ عام 1962 تقريبا حين تم إنشاء التلفزيون والإذاعة الأردنية التي أصبحت مصنع الإعلاميين والخبراء الاردنيين في الإعلام ومركز تدريب لكل الكفاءات الإعلامية المنتشرة في البلاد العربية على شاشات التلفزة من الأردنيين.

الاستراتيجية الإعلامية تسعى الى الزام شركات الإعلام الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي بتأمين قنوات فضائية واضحة الأهداف والمحتوى بعيدة عن العنف والضرب وخطاب الكراهية والإساءة للشعوب العربية والعالمية، وان يتم معاقبة كل من يرتكب اي فعل يخالف القانون الذي يسعى وزراء الإعلام العرب الى صياغته لخدمة المجتمع العربي والعالمي.

الاستراتيجية العربية الموحدة تضع في سياساتها مرتكزات اساسية هامة ومن أهمها الدعم العربي العادل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس الشريف والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية ودور الأردن في حمايتها .

الاستراتيجية التي وضعها وزراء الإعلام العرب تسعى الى تأمين الحماية من وسائل التواصل الاجتماعي التي تبث التطرف الديني والعنف والكراهية والجنس والاساءة للأطفال والنساء والاعتداء على الخصوصية الخاصة بالناس ومحاربة الأخبار والاشاعات الكاذبة والمزيفة التي تبث المعلومات والصور والفيديو بهدف خلق الكراهية والعنف والرذيلة بين أبناء الشعوب العربية وشعوب العالم.

والأردن يسعى دائما الى تطوير وسائل الإعلام والاتصال والمواقع الإلكترونية والإطلاع على تجارب الآخرين سواء في التشريعات والقوانين والإجراءات التي تتبعها الدول الأوروبية المتقدمة في الإعلام الدولية للسيطرة على الشركات الإعلامية وحذف المحتوى غير القانوني وفرض السيادة الوطنية للدولة على اي نقاش او محتوى يسيء الى سمعة ومكانة الدولة الأردنية او العربية او الأجنبية، وهذا حق سيادي واجب على كل دولة لحماية المواطن والوطن.

الاستراتيجية العربية للإعلام خطوة رائعة ورائدة وقوية في توحيد الصف العربي والإعلام العربي في دعم السياسات والقضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الإنسان العربي واللغة والثقافة العربية والدفاع عن رسالة الإسلام والقرآن الكريم والنبي محمد ص والتعايش السلمي والسلام مع المجتمعات الإنسانية في كل دول العالم .

إن من حق الدول العربية فرض سيادتها الوطنية على وسائل الإعلام وشركات الاعلام الدولية والمحلية داخل كل دولة على حدة وتحصيل الحقوق المالية بشرط ألا تكون كبيرة وتعيق حرية الإعلاميين وسائل الإعلام المختلفة والمواقع الإلكترونية.

الأردن كان سباقا دائما في وسائل الإعلام وصناعتها، والوزير الحالي معالي فيصل الشبول لا اريد ان امدحة او امجده فهو أكبر من ذلك لكن اعرفة منذ 37 عاماً، وهو يعمل في الإعلام، فهو صاحب تجربة طويلة تجاوزت 40 عاماً، في الصحافة الورقية وجريدة الرأي ووسائل الإعلام ومندوب لعدة سنوات لوسائل الإعلام والصحافة ورئيس الى وكالة بترا الأردنية ومديراً للتلفزيون والإذاعة الأردنية وأخيراً وزيراً للاتصال والإعلام الاردني، فهو يتمتع بخبرة طويلة جداً مكنته من ان إظهار صورة الأردن ومكانتة الدولية المرموقة في إعداد الاستراتيجية العربية الموحدة.

نأمل ان ينعكس الإعلام العربي الموحد لخدمة الاعلاميين وسائل الإعلام والتلفزة والمواقع الإلكترونية الأردنية وعدم التضييق عليها وعلى الحريات العامة انطلاق من احترام نصوص الدستور الأردني والقوانين الأردنية..

د.م. خالد يوسف الزعبي/ مدير مركز الحق للدراسات القانونية والاستراتيجية.