على مدى يومين، تلقيت دعوة من "شباب" حزب تيار التنمية والتحديث لحضور مؤتمر حزبي على مدى يومين بغرض التدرب على مهارات حزبية مثل حشد الدعم والعضوية، ومهارات بناء أحزاب مثل الرؤية والتحديات والبرنامج الانتخابي،
ما يلفت الانتباه ما يأتي:
١-إنه حزب شبابي بامتياز، لم أجد أي وجه انتهازي، ولا أي مقعد أو طاولة محجوزة لكبار الانتهازيين، تدخل وتجلس في أي مكان بين الشباب، فلا تمييز بين شاب حزبي وضيف غير حزبي في أماكن الجلوس.
وبرأيي : ليتنا جميعًا نلغي ظاهرة مقعد "محجوز" فهذا بروتوكول عفا عليه الزمن، لأنه يحرج أي شخص مُنِع من الجلوس حتى لو كان أول الواصلين!
٢- تحدث الشباب عن فكر الحزب وبرامجه: المواطنة، سيادة القانون، تكافوء الفرص. ثم تحدث "غير الشاب" مصطفى حمارنة ملخصّا برامج الحزب.
٣- هناك توازن كامل بين فرص الشابات والشباب في الظهور والأدوار والحديث والحركة، ففي الحزب سلام كامل يقدر المرأة عملًا لا كلامًا.
٤- عرض الحزبيون تمرينات افتراضية عن أحزاب خطّطوا لها، ووضعوا رؤيا ورمزًا وتحديات وحلولًا، وناقشوا هذه الرؤى والبرامج، وسيستمرون بها غدًا
٥- كان ضيوف الحزب جميعًا من غير ذوي المناصب الحكومية: ناشطين اجتماعيين مثل سمر دودين وفاديا الخضرا وميسون عتوم، وناشطين مجتمعيين مثل سائد كراجة وعبد الحسبان وخالد رمضان وخالد عبيدات وأحمد أبو عناب! ليس فيهم من يحمل لقبًا رسميّا أو انتهازيّا مُدوّرًا.
ملاحظاتي وانطباعاتي إنهم حزب شباب، يعملون معًا لبناء حزب، وشتان بين حزب يعج بالانتهازيين وحزب يفيض شبابًا وحيوية!
أُدرك كيف ينحت هذا الحزب أعضاءه وكأنهم "قّدّوا من صخر" وبين أحزاب اللملمة والتكويش وكأنها تغرف أعضاءها من بحر وكأنهم جماعات سردين!!
هل يمكن أن نتمنى غير النجاح لهذه التجربة الحزبية الواعدة إلى جانب أحزاب مدنية أخرى؟
أوجه كلمة لشباب هذا الحزب غير الملوّث بأن يتميزوًا عن غيرهم بالأولويات وطبيعة الحلول ومستوى الأداء، فلا يكفي أن نقول المواطنة وسيادة القانون!!