عندما ترى أفواج الحجاج وجموع المسلمين حول الحرم المكي الشريف وتعيش معهم لحظات واوقات الصلاة والطواف والسعي وتعاين بنفسك المنظر المهيب والموقف العظيم تنتابك حالة من السعادة الغامرة والفرحة الكبيرة وتعلم علم اليقين بأن هذا الإجتماع لا يكون إلا لمناسبة عظيمة ولركن عظيم ولرب عظيم كريم وهو كذلك.
وفي هذا الإجتماع الكبير للأمة الإسلامية من كافة أصقاع العالم ومن مختلف الجنسيات والعرقيات والألوان تكثر المعاني والتجليات لركن الحج ومن هذه المعاني التجرد للواحد الأحد الفرد الصمد فليس فقط بالتجرد الجسدي امام الله والبشرية جمعاء بل التجرد المادي والمعنوي والنفسي والابتعاد بالذات البشرية عن كافة ملذات الحياة والعبوديات الأخرى وعن كافة الانشغالات والهموم والسمو والرفعة عن الأرض والتعلق بالسماء للوصول للهدف المنشود من هذا الركن وهذه العبادة وكان الإجتماع من البشرية جمعاء عليه.
ونحن في هذه الأيام المباركة والفضيلة والبقعة المقدسة ندعو الله عز وجل لكافة الشعوب والمسؤولين عنهم وأصحاب القرار للتجرد من مصالحهم الشخصية والتعلق بالمصلحة العامة والتي إن تمسكنا بركنها وحافظنا عليها عندها ستنطلق اشرعتنا وتبحر سفننا وتسير قطاراتنا وتتقدم خطانا نحو الإصلاح المنشود.