أشباح التيتانيك .. يوم اللاجىء
ايهاب الدهيسات
22-06-2023 09:45 AM
ما زالوا يفتشون عمق المحيط بحثاً عن حطام التيتانيك، في حين تجاهلوا هذا الحطام الأدمي المستباح على شواطئهم.
البائع يتعلم جميع لغات العالم حتى لغة الصم والبكم, بينما يكتفي المشتري بإشارة من يده, وفي عالم البيع والشراء ما الذي يملكه طفل رضيع في لجوئه غير لغة البكاء، وماذا تملك النساء غير استدرار مشاعر العطف في اللجوء لصفاتهم البشرية!.
مؤتمرات دولية ويوم اللاجىء العالمي، اجتماعات يعقدها العالم الأول المدجج بالموارد بفوقية على قضايا اللاجئين والتي أساسها الحروب التي هم يديرونها، ثم يتم التسويق للمادة الإعلامية كما لو كانوا يتحدثون عن الفرق بين الحلم والواقع، كما لو كانت أخبارهم كتاباً عن تفسير احلام الشعوب, وعناوينهم تعويذة حظ لمن ليس له حظ, وأملا بالوجه الآخر للجنة الغربية, ليزدحم الإعلام بصور تعاطفهم مع الدول المستضيفة للاجئين، فيما غابت المساعدة الحقيقية المطلوبة وحضرت صورة القارب المقلوب, حيث تحالف الطفل والمرأة والمسكين والضعيف بطرادات الموت للتحايل على الموت بالموت! .
هل شاهدت السلطات اليونانية القارب متعطلا على شواطئها ولمدة سبع ساعات !؟، هل غرقوا في كل هذا الوقت الثمين بشبر امتحان الخير والشر، ثم فشلوا في التمييز بين الخطر والبشر، ثم سقطوا بوحشيتهم أمام مظاهرات شعوبهم الإنسانية، حتى وصلنا واقعاً يحتم علينا ليس فقط تذكير العالم بأن اللاجئين بشر، وإنما تذكير أصحاب الموارد في العالم الأول أنهم هم أيضاً محسوبون على البشر.
سبع ساعات من الإثارة السلطوية لمشاهدة تيتانيك حي للأطفال, ونساء بالمئات يستصرخن دفء الحياة وفرحة النجاة، فيما غرق البحر بوجوه تكد العيش للرجال الذين خسروا رهان الذل بالإكتداح.
أيظن العالم الأول أنه فعل الصواب؟، هل يعتقدون بتميز الموارد، الذين تعروا من إنسانيتهم بعدما انتشرت فيديوهات الضرب والتعذيب على شواطئهم، وهم في مثل هذه الطامة ليسوا إلا فقراء يملكون المال، أم أنهم خافوا وهربوا كما لو ظهرت لهم أشباح التيتانيك!..