موسم الحج الحالي، هو الأنجح من بين المواسم السابقة، فقد تطورت تجربة الحج الأردنية بين مد وجزر إلا أن وصلت إلى هذه المرحلة من النجاح.

الحج الأردني عانى خلال العقود الماضية الكثير، إلا أن معاناته بدأت بالتراجع والانحسار باتجاه الوصول إلى الحالة المرضية، وذلك بفضل العمل الدؤوب لوزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة، وفريقه في الوزارة الذي يعمل كخلية نحل، إذ يبدأ موسم الحج بالنسبة له قبل شهور من تنفيذه، فتبدأ كوادر الوزارة بالتخطيط والتنفيذ والزيارات المتتابعة لبلاد الحرمين الشريفين للحصول على أفضل الميزات للحاج الأردني.

العام الحالي والسابق أدخل الخلايلة خدمة الطعام والشراب "الاعاشة"، فتم توفيرها للحجاج داخل الفنادق دون الحاجة لذهابهم إلى الأسواق أو حمل طعامهم من عمان، وقد قام العام الماضي بتغريم أحدى شركات الاعاشة لأنها لم تقدم المستوى المطلوب من الطعام.

وفي العام الحالي أيضا حرصت البعثة الإدارية على اسكان الحجاج الأردنيين في أماكن قريبة من الحرم المكي الشريف، وهو ما يعني التسهيل عليهم، فلم يعودوا بحاجة لدفع الكثير من المال وبذل الكثير من الجهد للوصول إلى الحرم.

ما لفت انتباهي حرص الوزير الخلايلة على تفقد أحوال الحجاج الأردنيين في مساكنهم في المدينة المنورة ومكة، والاستماع إليهم، وتنفيذ رغباتهم قدر الإمكان.

سمعنا في الحج شكوى الحجاج العرب، وشاهدنا واقعهم، فكانت أوضاع حجاجنا من بين الأفضل عربيا وخصوصا فيما يتعلق بخدمات المأكل والمسكن.

ومن بين الأمور المهمة، توفير التأمين الصحي للحجاج في المستشفيات السعودية، فلم تعد هناك حاجة لشراء عشرات الأدوية الاحتياطية أو التخوف في حال الوضع الصحي للحاج تطلب تلقي الطبابة أو العناية القصوى.
البعثة الطبية الأردنية ملازمة لسكن الحجاج، اذ تجد الأطباء والممرضين غب الطلب في مواقع قريبة جدا، واللطيف في الأمر أن الوزارة نشرت تطبيق "الحاج الأردني"، فيه كل ما يحتاجه الحاج ويريد معرفته عن المناسك إلى جانب الخدمة الصحية التي تمكنه من مراسلة الطبيب في دقائق ليحضر اليه اذا اقتضت الحالة الصحية لذلك.

الأمن العام كعادته في المقدمة، فبعثته في الحج تشرف على كفاءة الحافلات وتقوم بفحصها فنيا لمعرفة مدى جاهزيتها للعودة.

هناك جنود مجهولون كثر في بعثة الأوقاف يؤدون واجبهم الوطني والديني تجاه حجاج بيت الله الحرام، بصمت لا ينتظرون إلا أجرهم من الله، ومن أبرز هؤلاء ذراع الوزير الأيمن مدير عام الحج مجدي البطوش الذي يعمل بصمت وبإنسجام منقطع النظير مع الخلايلة، فعلا "البطوش" ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".

ليس سهلا أن تحمل وزارة الأوقاف على كاهلها مسؤولية 13 الف حاج أردني ، إلى جانب حجاج فلسطيني 1948، بتفويجهم واسكانهم واطعامهم وتطبيبهم.

كان الله في عون وزير الأوقاف على حمل هذه الأمانة، داعيا إياه أن لا يلتفت لأي صوت يريد أن يقلل من حجم الإنجاز على أرض الواقع، أو ببث فيديوهات قديمة لا علاقة لها بالموسم الحالي.

شكرا لكل من ساهم في تطوير موسم الحج ، والوصول به حتى الآن لمرحلة من التميز نتمنى أن تكتمل بعودة أهلنا من بلاد الحرمين سالمين آمنين مطمئنين غانمين للأجر.

الرأي