(خلاصة تجربة من الحكم ،الثورة العربية هي بعض تراثه، وحاضر الأمة العربية هو كل معاناته. "نعم للأسلام عقيدة جامعة نعتز بها ،ولا للتزمت ولا للأستغلال الدين في السياسة من أي جماعة كانت ". الحسين بن طلال ).
مقابلة مع المغفور له الملك حسين بن طلال في عام 1977م بعيد اليوبيل الفضي مع أحدى المجلات العربية .
يستمر الحوار مع رجل تاريخي في عراقته التقليدية ،ولكنه يواجه العالم المعاصر بأبرع الأسلحة الحديثة :الحوار دون التنازل ،الانفتاح المتطور على كل التيارات السياسية ،هي أسلحة جعلت منه في عيد جلوسه السابع والعشرين "عميد سلك الحكام العرب "..
اعتقد كان هناك الوقت الكافي للمقابلة مطولة كهذه المقابلة بخمسة وأربعين سؤال وإجابات طويلة وهذه الصفحات التي حملت كلمات قائد عربي فذ وصاحب فطنة الذي يتمتع بذكاء حاد لا يمكن ان تفوته واردة او شاردة فينتبه لكلماته واحرفها ويضع النقاط على الحروف في وقتها ويمكن القول بأنه كان أنجح الحكام العرب لما يتمتع به من صفات تعبر عن عقله قبل قلبه وعدا على انه كان يتمتع بحركات لغة الجسد العفوية وصوته المحكوم لغويا وبحته الملفتة للانتباه بما تحمل من عاطفة تستحق أن يلتفت لها ،فهي كانت تجذب الناس اليه بصوته الابوي العاطفي . جلالة المغفور له الملك حسين طلال التف الناس حوله من خلال فطنته وخطابه العاطفي وعواطفه الجياشة إتجاه الاردنيين الذي كان نابعاً من قلبه بدون مقدمات او تحضير .هذا هو الحسين العظيم في عيد اليوبيل الفضي في عام 1977م كانت تتسابق اليه الصحف والمجلات والاذاعات والتلفزيونات للأجراء مقابلة معه .ليعرفوا ما هو السر الغامض في الالتفاف حوله .
ومن هذه المقابلة المطولة التي تحدث بها جلالة المغفور والتي كان يؤكد به عن قرار 242بأنه لا يجوز تعديله قبل إيجاد موقف عربي موحد ووصف العلاقات مع سوريا بأنها جيدة وستبقى والعراق عمقنا الأمني وفي كل التزاماته ولكن القيادة العسكرية المشتركة هي آخر ما يجب التوصل اليه , ويؤكد جلالته أن من أسباب الاستمرار في الحكم بعد 27 عاماً واحدى هذه الاسباب التي بفتخر بها هي ابناء البلد الذين يتحملون المسؤولية جنباً الى جنب في كل الظروف والانجاز انجازهم وانا منهم .وأجمل ما قال المغفور له ان الصمود والدفاع عن القضية والاستمرار في مسيرة من سبقنا على هذا الدرب الطويل منذ بداية هذا القرن وهي قضية عُمر .وأضاف على احدى الاسئلة بأجابة :فقال: أخشى ما أخشاه طالما انا على قيد الحياة هو نفسي ، أن يشعر الانسان ولو للحظة ان في نفسه اكثر من اي انسان أخر في كثير او قليل .نحن مرتبطون بماض وحياتنا مكرسة للمستقبل وبالتالي عملنا هو استمرار لما سبق وخدمة حقيقية للاجيال التي تعيش بعدنا على هذه الارض العربية .واضاف الكثير بموضوع الاسلام في السياسة يؤدي الى عكس المطلوب ؟ فقال السؤال يحتاج الى الكثير عليه وليس سهلاً وشرح الكثير عليه ولكنه ختم بأن هناك من يحاول الاستغلال واضاف انه ينبه عندما تتحدث عن القدس كعربي فهو يتحدث عن ما هو اوسع من الاطار الاسلامي والمسيحي ونحن نعتز بأن الاردن بلد اسلامي عربي ولكني لا أسمح باستغلال العقيدة من قبل أي جهة كانت للتفريق .واضاف انه لا يجب التدخل بأي خصوصيات لأي بلد عربي .
تحدث عن سوريا والعراق وايران ولبنان والنفط والاسلحة وامريكا وكان الحسين الملك الانسان والنادر وكان يؤكد بلقائه على القضية الفلسطينية بأنها الاهم لحين رجوع الارض لأهلها .
لم يكن سهلا ان تنقل خلاصة 45 سؤالاً بمقال ولكن قرأتك للحديث مطول واعتقد انه لم يقل عن 3 ساعات من الوقت ويمكن أكثر ولكن الخلاصة هذا الملك العربي الذي يجلس أمام العالم ليشرح المواقف السياسية والاسلامية بفكر وعقيدة وذكاء ، ولكنني اقف بإجلال عندما قال أخشى ما أخشاه هو نفسي وانا هنا اقول لولا هذه الشخصية الفذة والعبقرية التي أستلمت الحكم بفترة عصيبة وحرجة لما وصلنا اليوم الى ادارة ناجحة ومدهشة اذا قورنت ببلاد عربية اخرى ،فهذه ما كانت الا بشجاعة واخلاص والصفات الغير عادية التي كان يتمتع بها جلالة المغفور الملك الحسين بن طلال .
واليوم وبحمد الله تعالى وصلنا الى دولة قوية بأمن وآمان واكتمل المشوار جيلاً بعد جيل لنصل الى الدولة المنشودة بجهود الجميع وتضحياتهم ورسم الطريق اليوم بدولة اسمها يتحدث عنها. حفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني ورعاه ودام الاردن بنعمته وفرحه .