ثورة الجزائر تتكرر في فلسطين
المحامي محمد الصبيحي
20-06-2023 08:09 PM
بدأت عمليات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية إذ تطورت من عمليات طعن او دهس او إطلاق نار فردية إلى عمليات منظمة مخطط لها مسبقا وستتطور شيئا فشيئا.
التاريخ يعيد نفسه والسبب المباشر فشل أي مسار سلمي او تفاوضي بل ان العدو أغلق كل منفذ لطريق يمكن أن يؤدي إلى حل ما..
هذا ما فعله الاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر التي كان الفرنسيون يعتبرونها أرضا فرنسية.
تذكروا ان الفرنسيين في الجزائر كانوا يقطعون الرؤوس ويهدمون البيوت والمساجد ويستوطنون افضل المناطق الزراعية.
وبعد أن فشل دعاة الحل السلمي ورجال السياسة ( وفي يوم 23 يونيو/حزيران 1954، التقى 22 فردا من شباب الحركة الوطنية، في منزل بأعالي العاصمة الجزائرية، ليطرحوا فكرة "الحل العسكري"، كبديل لما اعتبروه فشلا في المسار السياسي السلمي، داخل الحركة الوطنية.
وعلى إثر هذا الاجتماع -الذي ترأسه مصطفى بلعيد انبثق قرار تعيين مجموعة مصغرة للقيام بالتحضيرات النهائية لبدء الثورة وهم (محمد بوضياف، مصطفى بلعيد، العربي بن مهيدي، مراد ديدوش، رابح بيطاط وكريم بلقاسم)، الذين أعلنوا ولادة ( جبهة التحرير الوطني الجزائري) وبدأت الثورة المسلحة في أكتوبر 1954 بالف ومائتي ثائر وأربعمائة قطعة سلاح فقط وما هي إلا أشهر حتى اشتعلت جبال الأوراس كما ستشتعل جبال جنين ونابلس والخليل.
كلنا يتذكر ولادة ( حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح) وكيف استمرت في قيادة كفاح الشعب الفلسطيني وسيطرت على منظمة التحرير إلى أن اختار قادتها مسار التفاوض والسلام لثلاثين عاما مضت على اتفاق اوسلو 1993 فلا هي حققت سلاما ولا استعادت أرضا ولا عادت قادرة على العودة إلى الكفاح المسلح.
كان خطأ قاتلا ترك المحتل ينعم بالامن ويوزع علينا امال سلام زائف استغله في ترسيخ الاستيطان و التطبيع وأحكام السيطرة على الأرض والبشر،، انه نفس الخطأ الذي ارتكبه العرب بين الأعوام 1948 إلى 1967 هدنة طويلة مكررة دون حركة مقاومة تشاغل العدو وتقض مضجعه فبنى دولته الإسرائيلية والعرب هدموا او تقاسموا تركة ( حكومة فلسطين).
اليوم يولد من فشل السياسيين جهلة التاريخ ثوار جدد بدأوا للتو وان غدا لناظره قريب.