facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما أجمل الموت في وجنتيك


م. بسام ابو النصر
20-06-2023 01:03 PM

على التلال التي بعثت بكما من الطلة التي عبرها جنود الجيش العربي ذات حزيران، ومن مهاوي الموت المبجل الذي كان فيه تضحيتان، احداهما لحمايةالنسر عبدالله القصاص، والثانية لحماية اهلنا في قرية رجا قرب البقعة، كانت الشهادة تفوح رائحتها حول الطائرة التي بدأت تتهاوى فوق البيوت العامرة لتهبط فوق الارض الحبلى بالشهداء، ويكون علي الحراسيس ضيفًا جديدًا يرتقي جسده في أرض مشبعةٍ بعطر شهيدٍ اخر، وترتقي روحه الى السماء.

علي الحراسيس يعلن أن كل مواطن اردني كان يتعرض للخطر هو اخيه وأخته وابيه وأمه، وأن الطفيلة هي البقعة كما كل مدينة اردنية.

كان الخطر الذي ينتظر الحراسيس والقصاص هو إجتياز البيوت الامنة ليحموا ارواح اهلهم وناسهم في القرى والمخيم ولم يأبها بروحيهما من أجل الاطفال والشيوخ والنساء، فما أجمل تضحيتهما وما اجمل الشهادة التي نالها الرائد رفيق السلاح علي الحراسيس.
يا علي، يا أيقونة حزيران كما فراس العجلوني،وصالح شويعر، وغيرهم من الاردنيين والفلسطينيين من رووا بدمهم هذه الارض التي تشتاق حين يشتاقون، وتلد من تلابيبهم من يعشق الموت لأجل التضحية والشهادة.

يا علي، ما أجمل الموت حين يأتي من فعل يدك التي نزعت مقابض السرعة لتتجاوز موت الاخرين، وما اجمل هذا الاستشهاد الذي جعلنا نشعر بحضورك البهي وزميلك في الاجواء التي جاورها غيم وديان البلقاء التي احتفت بكما وانتما تعبران التلال القريبة في طريقكما لمهابط ومدارج العودة التي لن تأتِ للرائد الخلوق الدمث الشهيد علي الحراسيس.

كان الموت في وجنتيك حياة، وكان مبسمك وانت تودع الأحبة من أهلك وذويك ومحبيك، لوحة الفرح بالشهادة التي ينالها الذين يرسمون في خارطة الوطن قصص التضحية والفداء، ما أجمل هذا الاسترخاء والراحة اللتين وسدت بهما جسدك الذي قضى من لحظات جنوحك الى لحظات ارتقاءك ايها السيد الذي أذهلنا بتضحيته.

كل الناس يموتون يا علي، ونحزن لفقدهم، كل الناس يذهبون الى تراب الارض ونبكي على فقدهم، كل الناس يتألمون حين ترتطم بهم مركبة إلا من أراد ان يكون هذا الفقد والموت والألم قصة فداء وشهادة.

حين نتفيأ طهر الدم الذي جرى على تراب البقعة، وبين جنبات الحارات التي تابعت قصة لن تُمحى من ذاكرة الذين شاهدوها مع قصرها وبساطتها سيعرفون كم كان هذا الطيار مختلفًا ومتفردًا واستثنائيًا.

ما أجمل الموت حين يكون الذي قضى شهيدًا ، ووفيًا فوق ما نتوقع، وصادقًا في كل المنحنيات التي سُجلت، وقد روى زملاءه أن علي الحراسيس كان استثنائيا كما كانت شهادته.

رحم الله الشهيد علي الحراسيس

ورحم الله كل الشهداء الذين دافعوا عن الوطن والإنسان وعن الأرض والمقدسات في كل شبرٍ من وطننا، وعلى كل شبر من وطننا الكبير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :