اتيحت لي الفرصة أن أشارك في أعمال مهرجان الإذاعة والتلفزيون الثالث والعشرين، الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس، بحضور ومشاركة عدد كبير من مسؤولي مؤسسات الإذاعة والتلفزيون والإعلاميين والصحفيين العرب من مختلف أنحاء الوطن العربي واذاعات ناطقة باللغة العربية من عدد من الدول الأجنبية، ولا بد في مثل هذه المناسبة الا أن تلتقي مع زميلات وزملاء مشاركين، وكم كانت سعادتي غامرة، وكم شعرت بالفخر بردود الفعل الإيجابية الكبيرة التي عبرت عنها هذه الأوساط، وعكست انطباعات نعتز بها حول ما يتمتع به وطننا الغالي من سمعة ومكانة مرموقة، هي راسمالنا الذي نفتخر به، تركزت انطباعات الإعجاب حول الحالة الوطنية التي شهدها الأردن احتفالاً بزواج سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الميمون، واستمتعت إلى شهادات حول ما أبداه أبناء الوطن من فرحة كبيرة عمت مختلف مناطق المملكة بشكل عفوي، وأكد عدد كبير من الإعلاميين العرب أنهم حرصوا على متابعة بث وسائل الإعلام الأردنية بمختلف صنوفها، وما اثاره ذلك من إعجاب وما تركه من أثر عن عمق وصلابة ونقاء اللحمة الوطنية، التي تحكم العلاقة بين الشعب الأردني وقيادته الهاشمية الحكيمة، حتى اطلق وصف ال?رح غير المسبوق على المستوى العالمي، بسبب عفوية التعبير عنه وحجم المشاركة الشعبية في التعبير عن هذا الفرح، وبحجم الفخر الذي شعرت به، والاعتزاز بوطن نفخر بالانتماء اليه بقدر ما تمنيت أن يشكل هذا الفرح حالة نبني عليها مواقفنا في كل علاقاتنا وشؤوننا الوطنية، الإعجاب كان واضحاً بصدق علاقة تربط القيادة والشعب، ولولا نقاء وصدق هذه العلاقة لما سعدنا هذا الحجم من الفرح الشعبي الذي عم أنحاء الوطن بكل حماس وعفوية، ومشاركة من ابناء الوطن لقائدهم الذي أحبهم وبادلوه الحب بالحب والوفاء بالوفاء، وهو أصدق تعبير كذلك عن حب الأردنيين لولي عهدهم الذي لامست مواقفه الإنسانية شغاف قلوبهم وهو الذي يحرص على التواصل معهم وتفقد أحوالهم على أرض الواقع، زارهم وجالسهم بكل بساطة وبعيداً عن ترتيبات وبروتوكولات، لم نشاهد مثلها في مناطق أخرى من العالم، وجاء هذا التعبير وهذه المشاركة وهذه الفرحة لتقول لولي العهد انك معنا وفي قلوبنا، وأي مناسبة نحتفي بها أعز من مناسبة فرحتنا بزفافك، لتتواصل مسيرة حكم الهاشميين الميمون لوطن أحبهم وأحبوه، والتفوا فيه حول قيادتهم، ليأتي الفرح الأردني تعبيراً عن عمق هذه المحبة وتجذرها، وطننا عامر بالخير والإنجازات رغم صعوبة الظروف أحياناً لكن هذا الفرح جمع الأردنيين وشكل حالة تضامنية تشكل قاعدة للحمة وطنية، وتحصيناً قوياً لجبهتنا الداخلية التي هي سر قوتنا وصمودنا في وجه مختلف أشكال التحديات التي تواجهنا، فوطننا يمتلك رصيداً وسمعة تدعونا للبناء عليها وتعظيمها، لوطن يستحق منا كل هذا الحب وهذا الانتماء.

(الراي)