من الصغر ، وانا اكتب. كتبت كثيرا. و لم اكن افكر يوما ان الكتابة سوف تكون مهنتي. كنت احلم ان اصبح مخرجا تلفزيونيا وسينمائيا.
في مرات اقدر مسيرتي انها فاشلة. و اني لم احقق المراد والطموح. تقييمي لنفسي مهم، وهو اهم من تقييم الاخرين. و لا عمري اكترثت لما يقول الاخرون.
الاخر هو الجحيم عبارة شهيرة ل» سارتر «.
سارتر فليسوف فرنسي ، وسئل عن اللقب الذي يفضله من بين عدة ألقاب حملها ومنها الروائي والمسرحي والناقد إضافة إلى الفيلسوف أجاب بكلمة واحدة، هي قارئ.
و تخليوا لو ان سارتر عربي، فماذا سوف يحمل من الالقاب ؟! في حياتك كان اشخاص بلا شك لفهم فضل عليك وتدين لهم بالمعروف. و سواء انك نجحت ام لا، ولكن في لحظة ما كانوا يقفون من خلفك.
ليس هناك نجاح وفشل، ولكن الانسان يعيش تجربة. و اكثر من ابغضه في حياتي وعملي، الاستاذية والمعلم.
و قد تتأثر باخرين وتجاربهم، ولكن فكرة المعلم الاول مرفوضه لدي. و ابغض فكرة الانقياد وراء اشخاص.
لربما ان هذا الشعور وليد لوعي مبكر في مفهوم الحرية. و ابغض سماع زملاء واخرين يتحدثون عن قدوة في حياتهم.
فلا قدوة بعد الانبياء والرسل . من الصغر انكببت على القراءة، وكل ما تقع عليه يداي، قصص ومجلات وجرائد وروايات وكتب. كانت القراءة تصيبني في تشتت في التفكير، واحيانا اصاب في اضطرابات نفسية. في المعرفة، ثمة اسئلة طرحها ان سبق العمر، فانه قد يؤدي الى انفصام واضطراب معرفي.
لليوم ما زلت مصابا بذات الاعراض المرضية ، وان كبرت في العمر، ولكن السؤال في الوعي المعرفي دائما مأزوم واشكالي .
(الدستور)