صدر حديثًا كتاب الصَّحابةُ الشهداءُ في الأردن” من تأليف: فضيلة الشيخ مصطفى حسين قاسم أبو رمان.

نبذة عن الكتاب: “الأردن تاريخ وحضارة، يمتد تاريخه عبر آلاف السنين بما فيه من شواهدَ تُجسِّد هذا التاريخ وتحكي قصَّته؛ مملكة آدوم التاريخية، ومؤاب، وعمون، وجلعاد. كان الأردن باب الفتوحات الإسلامية، ويعبق تاريخه بدماء شهداء الصَّحابة ومن بعدهم في المعارك التي دارت على أرضه، وأهمها معركة مؤتة، ومعركة فحل، ومعركة اليرموك. ومن شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه وحيثما سارت بك الأقدام ستجد واقعة تاريخية وبينَ أحضان أثرٍ من الآثار من كافة العصور”.

بهذه الإضاءة يفتتح فضيلة الشيخ مصطفى أبو رمان مقدمة كتابه ” الصحابة الشهداء في الأردن” الذي برز للنور حديثاً في عمَّان. وكان الكتاب ثمرةً لعملٍ دؤوبٍ مُخلصٍ يتسم بالدِّقة والمعرفة والخبرة. وقد خَطَّه بعد زيارات متتالية للمواقع التاريخية والأثرية وللمقامات الدينية على امتداد خارطة الأردن، وبعد الرجوع لمصادر ومخطوطات مُعْتَمدة، ليكون الكتاب على ما كان يَرجوه عَوناً بالغ النَّفْع للقاصدين بلدنا للسياحة الدينية، ولدعم هذه السياحة من جانبٍ، ومن جانبٍ آخر ” لزيادة الارتباط الروحي بين هذه المقامات وزوارها” ولاستقاءِ العِبَر والدروس مِن سيرة حياة أصحابها وتضحياتهم الجليلة ومواقفهم الموثَّقة ضِمن صَفحات الكتاب فلا تغيب عن الذاكرة مع مرور السنين.

هذا وقدَّم للكتاب المفكر الباحث الدكتور سعد شاكر شبلي بقوله “هذه صفحات من تاريخ الأمة الإسلامية خطتها أنامل نظيفة عن تاريخ شهداء الإسلام الذين ضحوا بأرواحهم الزكية وسقطوا في أرض الأردن المباركة التي ارتوت بدمائهم النقية وحَوَت أجسادهم الشريفة في ثراها الطاهر” ويُضيف في مَعرضِ تقديمه قائلاً ” إنّ هذا الكتاب يمثل وَحدةً تاريخية متصلةً عن أسماءَ لامعة في أرضٍ طيبةٍ، تناولَ حقبة مهمة أدى الباحث فيها فائدة جليلة للتاريخ الإسلامي وأعلامه حينما عرضَ صحائفَ خالدة ومواقع بارزة من مجدٍ وعُلوٍ وإيثار”.

وقد توزعت موضوعات الكتاب الذي جاء في مِئَةٍ وأربعٍ وخمسين صفحة تناولت ما يربو عن تسعين عنواناً، بالإضافة لخاتمة الكتاب، حيث بيَّن فيها المؤلِّف الفرق بين مفهوم المقامات ومفهوم الأضرحة. كما عرَّج في صفحة مستقلة على أسماء مقامات الأنبياء في الأردن ومواقعهم في المحافظات، إلى جانب صفحة اشتملت على أسماء المواقع الدينية والتاريخية.

هذه الوَمضة المقتضبة عن الكتاب لا تغني عن الاطلاع عليه للإفادة ولمعرفة جانبٍ مهمٍ من كنوز بلدنا الدينية.

وبهذه المناسبة نُهنئ فضيلة الشيخ مصطفى أبو رمان على هذا العَمَل الذي سَيُزيِّن مكتبتنا العَربية لحاجتها لمثله وَسَيرفد أيضاً السياحة الدينية في بلدنا، كما ونتطلع لمزيد من الإنجازات الفكرية الهادفة في المستقبل القريب بقلمه حفظه الله.