كنت واثقًا، من أن نظام تنظيم الأنشطة الحزبية في الجامعات، سيخضع لمزاجية عمداء شؤون الطلبة وسوف يفرغوا النظام من مضمونه، بسبب الصلاحيات الواسعة جدًا التي منحها لهم النظام.

وكنت أعرف مسبقًا ان مسؤولين كبار في التعليم العالي كانوا يعارضون أي نشاط حزبي في الجامعات ، وقالوها صراحة أمام لجنة الثقافة والشباب في مجلس الأعيان، وكنت رئيسًا للجنة حينها.

أما أن تصل الأمور في عميد شؤون الطلبة في إحدى الجامعات الخاصة، بأن يرفض تشكيل قائمة طلابية لخوض الانتخابات داخل الجامعة، دون إبداء الأسباب، فهذا فوق التوقع، أما ما هو تحت التوقع ؛ عندما أخبر السيد العميد ، مقدمي الطلب شفويا: أن السبب وراء الرفض هو أن الاسم يوحي أنها قائمة يسارية وزاد في فصاحته، عندما أخبرهم أنه سيرفع توصية إلى رئاسة الجامعة ؛ بأن لا تسمح لأمين عام الحزب الديمقراطي الاجتماعي الاردني بدخول الجامعة تحت أي ظرف.

من يقنع السيد العميد أن الجامعة ليست مزرعته الخاصة ، وأن القوانين والأنظمة ، فوق رغباته وخلفيته وهواجسه.

أتمنى على معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الصديق التربوي المميز الدكتور عزمي محافظة، أن يحقق في هذه الواقعة والأهم أن تصدر التعليمات التي يشير لها نظام تنظيم الأنشطة الحزبية في الجامعات.

وأدعو الناشطة الطلابية في الجامعة الخاصة التي كشفت بصريح العبارة وثقة عالية بالنفس مغلّفة بالحسرة وعلامات التعجب على احدى المحطات التلفزيونية كل هذه الوقائع إلى أن تتابع وزملائها الطلبة ، حقهم المشروع في تشكيل قائمة طلابية واستجواب العميد على تصرفه وسلوكه.

ولا أظن رئيس الجامعة ورئيس مجلس الامناء ونائبه، يقبلون أن يسجل هذا الخرق الفاضح على جامعتهم المميزة ، وهم المشهود لهم بسعة الأفق والنظرة العصرية للبيئة الطلابية.