لعل ما يميز العمل الحزبي أنه يتداخل في كل المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والتعليمية، وبما يتعلق بالمجال التعليمي فقد اصدر مجلس التعليم العالي نظامًا للأنشطة الحزبية في المؤسسات التعليمية كاسرًا حاجز الخوف الذي تحدث عنه جلالة الملك عند لقاءه مع النخب التعليمية بما فيهم رؤساء الجامعات وعمداء شؤون الطلبة في الجامعات الرسمية والخاصة، وهكذا تطالعنا الصحف الرسمية والخاصة والمواقع الإخبارية تفاصيل القوانين المتعلقة بقوانين تنظم العمل الحزبي داخل الجامعات مع انتهاء العام الدراسي في الجامعات،فاتحةً الطريق للأحزاب التي عبرت خط الاعتراف الذي اعلنت عنه الهيئة المستقلة للانتخابات والموجه ل ٢٨ حزب من مختلف الأطياف الايديولوجية والبرامجية، في إتحاهات اليمين والوسط واليسار، وبما يقدم حلولًا مجتمعية وإقتصادية، بحيث يستطيع الطالب والطالبة ككل المواطنين أن يمارسوا حقهم السياسي، وينخرطوا في وطنهم بإيجابية وينقلوا معارفهم وخبراتهم للمؤسسات المتوقع ان يعملوا بها متطوعين أو عاملين.

لقد شهدت الجامعات في الاونة الأخيرة لقاءات مكثفة من قبل القائمين مع جلالة الملك وولي العهد حفظهما الله، لكي يتم التأكيد على ضمانات إنخراط الشباب في العمل السياسي دون أي مخاطر تعيقهم، بل على العكس ، ما ينتظرهم وينتظر الوطن من مكاسب، وهذا تطلب أن يتم تعديل القوانين الداخلية لتلك الجامعات التي كانت تستبعد العمل الحزبي من أي نشاط جامعي، ولم يأل الملك أو ولي العهد جهدًا في متابعة إيجاد البنية التحتية للعمل الحزبي في الجامعات وتقديم التوعية اللازمة من الهيئة المستقلة والأحزاب داخل الجامعات من أجل العمل على خلق حالة تتوافق مع توجهات التحديث السياسي.

ولكن هل الأحزاب جاهزة للمشاركة في إنتخابات إتحادات الطلبة والجمعيات والاندية في الجامعات مع بداية العام الجامعي القادم، وما هو السبيل الى قطف الحصاد الذي حققته القوانين التي خرجت من مخاض مجلس التعليم العالي، والتي كانت إستجابة للتحول الديموقراطي الذي يشهده الأردن في كل الإتحاهات، ولذلك تحمل الأحزاب الان عبئًا فيما هي مقدمة عليه وبما يتعلق بأيجاد اليات المشاركة في النشاطات التي شرعنها مجلس التعليم العالي، الذي ترك الباب مفتوحًا للأحزاب لكي تقدم برامجها وتستقطب أعضاء من طلاب وطالبات وأساتذة وموظفين، وتكون ساحة إنتخابية وفكرية، تقدم لبنات في مقدمة لقيادات سياسية من جيل الشباب الذي نطمح ان يكونوا في طليعة العمل الحزبي في المستقبل