الاهتمام الملكي يعزز التميز التربوي
نيفين عبد الهادي
18-06-2023 12:27 AM
لا يختلف اثنان على أن المعلّم هو أساس نجاح العملية التربوية برمّتها، ودوره كلما كان مميزا وناجحا يعدّ عنوانا لحالة تعليمية إيجابية، وإيمانا بهذا الجانب حظي المعلّم باهتمام ملكي كبير من جلالة الملك عبدالله الثاني، جعله دوما في مكان متقدّم بالمسيرة التربوية والتعليمية ومحلّ تقدير وتشجيع دائم.
وأوصل الاهتمام الملكي بالمعلم والمعلّمين إلى «التميّز» فلم يغب واقعهم عن أولويات القيادة يوما، فحضروا بكافة التفاصيل التي من شأنها تمكينهم وتزويدهم بما يجعلهم أكثر تميّزا ومنحهم رؤى خاصة تحديدا المتميّزين منهم، ليلقوا التقدير والتكريم ليحدث تميّزهم تغييرات مستدامة على العملية التربوية وعلى المجتمع بشكل عام.
وتعدّ جائزة المعلّم المتميّز والمرشد التّربويّ المتميّز وجائزة المديريّات الدّاعمة للتّميُّز التّربويّ، إحدى مبادرات جلالة الملكة رانيا في الشأن التعليمي، واحدة من أهم الرؤى التي تترجم توجيهات جلالة الملك في الاهتمام بالمعلمين، وجعلهم دوما في مقدمة الاهتمام التعليمي وركيزة للتحديث بهذا الشأن، ويمكن القول اليوم والجائرة تحتفل بانتهاء دورتها السابعة عشرة أنها جائزة تلخّص عشرات بل مئات الخطط والدراسات التي دارت في فلك الاهتمام بالمعلمين وتحسين أدائهم، فهي الجائزة التي جعلت من «المعلّم متميزا» ووضعت تميّزه تحت مجهر الاهتمام، والأهم كرّمته من قبل جلالة الملكة على هذا التميّز.
أن تحضر ثقافة التميّز، ويقابلها ثقافة الشكر والتكريم، هي أعلى درجات تحسين الأداء، وهو ما جعلته جائزة التميّز التربوي أسلوب عمل حقيقي في الحقل التعليمي، فأن يجد من يعمل ويبتكر ويتميّز تكريما من جلالة الملكة رانيا العبد الله، هو العمل الحقيقي لنشر ثقافة التميّز وجعلها نهج عمل، ووضع وصفة حقيقية لعمل تربوي ناجح، أمام كل باحث عن رؤى تحديث وتطوير وتميّز في هذا المجال.
نهاية الأسبوع الماضي، وإيماناً بأهميّة دور المعلّم وتشجيعاً للتّميّز والإبداع، كرّمت جلالة الملكة رانيا العبدالله الفائزين بجائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلّم المتميّز في دورتها السّابعة عشرة، وجائزة المرشد التّربويّ المتميّز في دورتها الخامسة وجائزة مديريّات التّربية والتّعليم الدّاعمة للتّميُّز في دورتها الثّالثة، ووزعت جلالتها الدّروع والشّهادات على الفائزين، وقدمت التهنئة لهم، وشكرت جلالتها عبر حسابها الإنستجرام كل «معلمة ومعلم أعطى بجب وشغف وإخلاص، شكرا لجميع من يجدّون ويجتهدون»، وبهذه الكلمات رسائل عميقة فهي الملكة رانيا التي طالما وضعت التعليم أولوية على أجندتها تشكر كل من يعمل بحب وشغف وإخلاص، كل من جدّ واجتهد من المعلمات والمعلمين، وفي ذلك شكل نموذجي ومثالي لرسالة المعلمين وآلية عمل حقيقية مؤكدة النجاح.
وما يجعل من هذه الجائزة مختلفة، الحرص الدائم على التقييم والتجديد، حيث أعلنت المديرة التّنفيذي للجمعية لبنى طوقان، أنه تم إطلاق سلسلة من الاستبانات خاطبت بها المجتمع المحيط بالمرشّحين لتحصل على التّغذية الرّاجعة، حيث استلمت الجمعيّة أكثر من (16000) مشاركة، تخصّ 54 تربوياً وصلوا للمراحل النّهائيّة، كما أعلنت عن إطلاق الخطّة الاستراتيجيّة الجديدة للجمعيّة، للأعوام 2022-2026، وإطلاق جائزة جديدة؛ لتحاكي التّطلّعات الملكيّة واهتمامها في قطاع الطّفولة المبكّرة، وهي جائزة الملكة رانيا العبدالله لرياض الأطفال المتميّزة، والتي تستهدف مؤسّسات رياض الأطفال الحكوميّة في وزارة التّربية والتّعليم.
وفي هذا النهج التحديثي الذي يأتي انسجاما مع التوجيهات الملكية في كافة تفاصيل تطوير وتحديث المنظومة التعليمية، يمكن التأكيد على أن العملية التربوية باتت ثقافة التميّز تسودها بل وتحث على منافسة إيجابية بين المعلمات والمعلمين وصولا للتكريم الذي يحثّ على مزيد من العطاء، فالمعلم المتميز هو من يصمم بيئة التعلّم السليمة والنموذجية، ففي دعم التميّز والإبداع في التعليم هو دعم لتحديث وتطوير المنظومة التعليمية بشكل كامل وحقيقي.
(الدستور)