في البدء يجب بل يلزمنا توجيه الشكر لسمو الأمير الحسن بن طلال رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ولرئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والأمراض الوراثية الاستاذ الدكتور كامل العجلوني، والشكر لجامعة مؤتة، على استقبال واستضافة فكرة تشييد فرع للمركز فيها لخدمة اقليم الجنوب، لكي نتمكن جميعا من صناعة الأمل للناس بحال أفضل في مجال الخدمات الصحية والتشافي والانتقال من زمن الى زمن ومن ظرف متعثر في تقديم الخدمات للأهل إلى ظرف اجمل وأحسن وخدمة تليق بهم وبصبرهم.

والمسألة هنا ليست مجاملة مطلوبة، بل هي نتيجة لقيمة تحققت وأضحَت واقعا وباتت حقيقة بعد رحلة طويلة من معاناة الناس في مسألة الوصول لعمان والتشافي والتداوي من مرض السكري الذي ارهق الناس وشكل لهم سردية الوجع والرحلات الطويلة والشاقة نحو محيط الجامعة الأردنية للدخول للمركز الوطني للسكري لكي يتلقوا علاجا يستحقونه، في مؤسسة فيها من التقاليد والإدارة الصارمة ذات الاهداف الواضحة والسمعة الدولية في البحث المتخصص والعلاج.

في عام 1996، انشئ المركز الوطني للسكري بصفته واحداً من المراكز التابعة للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا. بهدف القيام بأعمال التدريب والتأهيل والتطوير والبحث في مجالات السكري والغدد الصم والأمراض الوراثية ومنذ ذلك الوقت والمركز يعزز حضوره في المشهد الوطني والمعرفة العالمية العلمية في مجال الاختصاص المحدد له، وحافظ المركز على سمعته الكبيرة وكبر عدد منتسبيه وتمدد في البناء وحضر في حياة ابائنا وامهاتنا واطفالنا من المصابين بامراض الغدد والسكري بكل ألق ومهنية.

حقق المركز حالة مختلفة في تقديم الخدمات الصحية، وهي حالة يتمنى الجميع حضورها في مستشفيات البلد والمراكز الصحية المتخصصة، حالة متقدمة على السائد والموجود، حالة انتصرت فيها المعرفة على الواسطة والتقاليد البالية، وتفوقت فيها القيادة على الانحدار لما هو موجود في المشهد العام، فمارست دروها القيادي الريادي دون وجل. ودون مخاوف الضغط الشعبي والفوضى التي يحدثها في المؤسسات.

نعم، شكرا لسمو الامير الحسن مجددا، وشكرا لصاحب الرسالة والريادة الدكتور كامل العجلوني الذي وعد فأوفى، وله الحق من مجتمع الكرك والجنوب بعامة الشكر الكبير واطيب الدعوات باستمرار النهج والفلاح والتقدم في سبيل غد افضل لحياة الناس الموجوعين بالاهمال وتدني الخدمات الصحية.

(الدستور)