التوجيه الملكي لسمو الأمير الحسين بن عبدالله في حفل زفافه، "بأن تبقى مخافة الله بين عيونه" كقيمة أساسية لمؤسسة ولاية العهد، ليس مقصورا على ولي العهد وحده، وانما هو توجيه عام الى كافة مستويات السلطة، والمسؤولية في الأردن، ويشمل كل مسؤولي الدولة الذين شهدوا ذلك الموقف بلا استثناء.

وهم مطالبون بأن يتقوا الله في مواقع المسؤولية التي يشغلونها، ويحرصوا على إعطاء الناس حقوقهم ، وان يضعوا مخافة الله نصب عيونهم، وهي التي تجعل العمل المؤسسي العام يخضع لقيم النزاهة والمصداقية والاستقامة.

وحتى تكون الوزارات، والدوائر مصدر عطاء، وتفان في الخدمة العامة.

وتقوى الله في المسؤولية تقتضي ان تظل الابواب مشرعة ، وان تفتح المكاتب الرسمية للمراجعين، وان يجد الاردني فيها حقوقه مصونة، وكرامته موفورة، وتحل قضايا الناس بسرعة، وبذلك تقل الشكوى والتذمر لدى العامة.

وبدافع المسؤولية، واستشعار مخافة الله يتورع المسؤول عن المصالح الخاصة، والتكسب الذاتي، ويصار الى الحفاظ على المال العام، وعدم هدره، و تتوخى الوزارات الصالح العام.

والى ذلك تتحقق العدالة، والمساواة ، ولا يتم محاباة الطرف الاقوى، او من يملك الواسطة.

لقد كانت كلمات جلالة الملك موجهة لطبقة الحكم، ولسلطات الدولة الثلاث، ولكافة مستويات المسؤولية في الاردن، وهي تحمل مضامين دينية، واخلاقية واضحة، وعلى كل مسؤول في هذا البلد ان يعي ان موقعه العام مكرس في الخدمة العامة.

وعليه ان يعمل بموجب مخافة الله التي ان تحققت في الوعي العام تمنع استغلال السلطة، وتغليب المصالح الشخصية.

وستقل المحسوبية، والمناطقية ، و مخالفة القوانين، والتحايل عليها ، وتتضاءل امراض الادارة العامة .

وعندما تستقيم الادارات تقل الظواهر السلبية، والترهل، وتتطور الادارة العامة الى مستوى التطلعات، والطموحات الوطنية، ويتحسن الاداء العام، وتصل الخدمة الفضلى الى الجمهور ، وتكون هنالك مبادرات ابداعية لتطوير المؤسسات، والارتقاء بأدائها ، وبذلك تصل الدولة الى غاياتها المنشودة، ويمضي الوطن الى تحقيق اهدافه العليا ، وتسمو بلادنا بإنسانها الاردني العظيم.