هناك جهات متعددة تتمنى زوال الأردن أو وقوعه تحت سيطرتها ليس لأن الأردن دولة عظمى ولا لانه دولة غنية يسيل نفطها في الطرقات ولا لأنه يملك مناجم الذهب ولا لأنه "يشكل خطرا" على أحد .
السبب موقعه وما يمكن أن يقدمه من فوائد للطامعين :
ولعل " إسرائيل " أول هذه الجهات لأن عقيدتها الدينية والسياسية أن الأردن أرض "إسرائيلية تاريخيا" بزعمهم ، ولعقيدتهم السياسية التي تؤكد لهم أن وعد بلفور يشمل الأردن ولهذا كان الخطان الأزرقان في علم "إسرائيل" إشارة إلى النيل والفرات، وهو ما كتبوه على الكنيست: "أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل" .
وأذكر أن نتنياهو قد صرح بعد زيارة الأردن يوم كان في المعارضة في التسعينات حيث قال : عدت من "إسرائيل الشرقية"، وليست معاهدة وادي عربة إلا خطوة تكتيكية إسرائيلية لا تعني بحال تخلي "إسرائيل" عن عقيدتها .
ومعروف أن الحروب قد نشبت "تاريخيا" بين أطراف متعاهدة، فوجود المعاهدة لا يعني الكثير بالنسبة لهم، فإذا جاءت فرصة مناسبة لهم فلن يتأخروا عن إيذاء الأردن ومحاولة احتلاله، هم يعرفون ونحن نعرف، ووجد الطرفان ان التعامل مع الظرف الحالي يكون بهذه الصورة الحالية .
الجهة الثانية التي تريد الشر للأردن هي ايران !! فقد دخلت بغداد ودمشق وبيروت وغزة وصنعاء فلم لا تدخل الأردن ؟!، لقد كان قاسم سليماني يقيس الحدود الأردنية الشرقية والشمالية صباح مساء ويضع الخطط كي يدخل إلى الأردن ولا تزال محاولاتهم مستمرة رغم "الابتسامة الدبلوماسية الصفراء" من الطرفين .
ولا أبالغ اذا قلت إن أهم جهتين تدركان الخطر الإيراني هما القصر والمخابرات، وهذا يعطيني طمأنينة مشوبة بالحذر لعلمي أن هؤلاء "الملالي" حاقدون على الأردن ويتمنون زواله وهم الآن يغرقون حدودنا الشمالية في حرب استنزاف عسكرية ومخدراتية، ورأينا بالأمس وقبله إسقاط طائرة مسيرة من الأراضي السورية، فمن أطلقها غيرهم؟ .
علينا أن نكون على حذر، وألا تخدعنا الابتسامة الصفراء ولا الكلام المعسول، فهو مجرد كلام وكما قيل : انظروا إلى ما جنت يداه ولا تستمعوا لكلامه .
الأردن في أمس الحاجة لحكومة سياسية من العيار الثقيل لمواجهة المخاطر والتي قد تتكئ على مشكلاتنا الداخلية، وقد يبيعنا الغربيون في "ليلة ما فيها قمر " .