ارتفاع حدة المشاجرات .. أزمة لا بد من حلها
خولة كامل الكردي
16-06-2023 07:10 PM
لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع نسبة المشاجرات في مجتمعنا! وهذا وإن دل فإنما يدل على أهمية المسارعة في معرفة الأسباب الحقيقية والواقعية وراء ازدياد حدة المشاجرات والنزاعات بين البعض.
إن الدور الذي تطلع عليه المؤسسات الاجتماعية للقيام بمسؤولياتها تجاه المشاجرات التي تحصل بين بعض الأفراد لأسباب يقف المراقب والباحث أمامها بأسئلة وتكهنات متعددة.
إن الدراسات والبحوث العلمية الاجتماعية والنفسية الرصينة، قد أفاضت في التطرق لمعرفة الخلفية الاقتصادية والاجتماعية لأولئك الذين يتورطون في افتعال مشاجرات قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى خسائر في الأرواح وفي الممتلكات، ناهيك عن الآثار النفسية العنيفة التي قد يتأثر بها المعتدي والمعتدى عليه على حد سواء ، وما تجر عليهم من تأنيب نفسي وفقدان للثقة في الذات والاخرين.
وارتفاع نسبة المشاجرات والنزاعات لا بد لها من حلول مناسبة وعاجلة للحد منها، لحماية المجتمع من النتائج السلبية التي تنعكس عليه وعلى أفراده، فالبيئة التي يخرج منها الفرد هي من ضمن أهم العوامل التي تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على سلوكه وتعامله مع نفسه وأهله والآخرين، فكيف يربي الآباء والأمهات أبنائهم ينعكس بالضرورة على شخصية الابن، وبالتالي يتضح من خلال سلوكياته وتصرفاته مع أشقائه وأقرانه وزملائه في المدرسة وأصدقائه في الحي الذي يعيش فيه.
والاردن يوجد لديه الكثير من المراكز الاستراتيجية والاجتماعية والاقتصادية، تجري العديد والمزيد من الدراسات والبحوث التي من شأنها وضع الحلول الواقعية في هذا السياق، والاقتراحات المرجو تحقيقها وعلى رأسها التوعية الدينية والاجتماعية، بضرورة أن ينشأ الطفل في بيئة صحية ونفسية خالية من المشاكل التي تحدث في محيط الأسرة بين الأب والأم، وإيلاء الأسر منخفضة الدخل كل رعاية واهتمام وتقديم الدعم الكافي المعنوي والمادي، كي يشب الأطفال من غير أزمات نفسية واجتماعية واقتصادية خانقة، ترتد بصورة فضة على البيئة المحيطة بهم وعلى البيئة الخارجية.
الدور الأكبر هنا يناط بالتأكيد على أولياء الأمور وعلى المدرسة، فالادارة المدرسية من الواجب عليها تفعيل دور المرشد الاجتماعي أو الاخصائي الاجتماعي لمساعدة الطلاب الذين يعانون من أوضاع معيشية واجتماعية غير مستقرة والأخذ بأيديهم، والمسؤولية بشكل عام ملقاة أيضاً على عاتق وزارة التربية والتعليم والجامعات، لتفعيل دور قسم الإرشاد النفسي والاجتماعي، ليؤدي مهمته بالصورة المطلوبة لتحصين مجتمعنا المترابط القوي من براثن الفرقة والاختلاف بسبب مشاجرات والتي من الممكن أن تشعل عداوات لا طائل منها ولأسباب في معظمها وللأسف بسيطة ويمكن حلها إذا وقف الإنسان مع نفسه وراجع أسبابها بطريقة منطقية بعيداً عن التحيز.