الذكاء الاصطناعي والتضاد ما بين خدمة الإنسانية أو هلاكها
المحامية رانيا أبو عنزة
15-06-2023 11:12 AM
تقف البشرية على أعتاب تحول عالمي، دافعةٌ بنا بإتجاه العولمة، وهذا ما شهدناه من خلال قدرات الذكاء الاصطناعي الذي تتطور بسرعة عالية سواء من خلال هذه التقنية أو العالم الإافتراضي أوالتجارة الالكترونية وغيرها، في المقابل وصفهُ البعض بأنه "قنبلة نووية" وذلك لتنبيه البشرية من مخاطره المحتملة نتيجة لما نشهده من "ثورة تكنولوجية" تَجاوَز بها الذكاء الاصطناعي كل التوقعات.
أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي القدرة على محاكاة الذكاء البشري، بل وقد يفوقه من حيث قدرته على تنفيذ واتخاذ القرارات دون الرجوع إلى البشر لدرجة قد تخرج الأمور عن السيطرة ليصبح هو المتحكم، يكفي فقط تزويده بالبيانات والمعلومات ليقوم بتحليلها ،على سبيل المثال ما شهدناه مؤخراً في الحرب "الروسية-الأوكرانية" باستخدامهم أسلحة الذكاء الاصطناعي والمسيرات والمواجهات المسلحة عن بعد، الآن يمكننا القول إن زمن الحروب التقليدية أصبح من الماضي .
يرافق هذه التقنيات المتطورة العديد من المخاطر المتعلقة بالخصوصية، حيث تنعكس تحديات الأمن السيبراني في استخدام التقنيات المتطورة في الذكاء الاصطناعي، ليصبح عند إذن التهديد الالكتروني واقعاً يهدد الأنظمة والشبكات، لتصبح عرضة للاختراق أو التعطيل .
هنا يجب أن نقف لبيان خطورة الذكاء الاصطناعي، الذي يتمثل في التضاد الكائن في محتوى هذه التقنية، فنحن أمام سلاح ذو حدين من حيث قدراته في خدمة الإنسانية أو العكس، والخوف هنا من أن يستغله أصحاب النفوس السيئة في استخدامه لغايات الإحتيال أو الإبتزاز ، وتكمن الخطورة في هذا النوع الجديد من الإبتزاز، بحيث يلجأ إليه المبتزون سواء بانتحال شخصية أي شخص أو التلاعب في الأصوات أو بتركيب الصور (فبركتها) والتلاعب بها أو لعمل مقاطع ﭬيديو مزيفة لتكون أقرب للحقيقة، عن طريق نشر معلومات مضللة أو التشهير ،لذا يجب الإسراع بإنشاء هيئات عامة ومؤسسات دولية لضمان أن تستغل هذه التقنية الحديثة بطريقة صحيحة وآمنة.
وختاماً، من المهم أن نتذكر أن الاستخدام الصحيح والمسؤول لتقنية الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون لها تأثيرا إيجابيا ،فنحن أمام بداية لمرحلة جديدة من التطور التكنولوجي لذلك يجب الاسراع بوضع قوانين وتنظيمات لضبط أنظمة الذكاء الاصطناعي لتجنب أي عواقب سلبية في المستقبل وحصول شيء مروع لا يمكن ادراكه.