بعد اعلان منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الأردن مركزا ومقصدا اقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط ماذا يتوجب عمله من قبل الوزارات والمؤسسات المعنية والقطاع الخاص حتى يتم تعظيم الاستفادة من هذا الانجاز وزيادة نسبة مساهمة السياحة العلاجية في الناتج المحلي الإجمالي المقدرة حاليا بحوالي 4%؟.

السياحة كما تم التأكيد أكثر من مرة يمكن أن تشكل نفط الأردن أي أعطاء دخل يوزاي العوائد المتوقعة في حال اكتشاف النفط بكميات تجارية في ضوء تعدد المكونات السياحية التاريخية والأثرية والطبيعية والعلاجية والتعليمية والثقافية وحتى الزراعية وغيرها .

القطاع الصحي يحظى بسمعة جيدة في الخارج وخاصة لدى البلدان العربية التي سبق وان كانت تعتمد الأردن مقصدا لمعالجة مرضاها مثل اليمن وليبيا ودول خليجية وغيرها لكن الاضطرابات التي شهدتها أدت الى تراجع المعالجات في المستشفيات والمراكز الصحية الأردنية وغيرها من الأسباب التي تتعلق بالخلافات على الأجور الطبية وتراكم الذمم المالية لصالح جهات صحية داخل المملكة .

اعلان منظمة السياحة العالمية بمثابة شهادة اعتراف دولي بقطاع السياحة العلاجية والاستشفائية في الأردن ودليل ثقة بالكفاءات الطبية المتنوعة والاختصاصات ووفرة الكوادر وتطور المستشفيات والمرافق الصحية الى جانب المنتجعات العلاجية الطبيعية في البحر الميت وحمامات ماعين وغيرها ما يعزز وجود المملكة على خارطة السياحة العالمية ويساهم في جذب السياح من مختلف البلدان .

الاستفادة من هذا الاعلان يتطلب أمرين أساسيين الأول تخفيض كلف الأجور الطبية والمرافق الصحية والسياحية خاصة التي تقع ضمن المنتجات العلاجية الطبيعية بحيث تكون الأسعار منافسة لدول المنطقة .

ومن المهم دراسة امكانية تحديد سقوف للأجور الطبية سواء في المستشفيات وأماكن العلاج الطبيعي ومرافقها السياحية حتى يكون المرضى العرب والأجانب على دراية مسبقة بتلك الكلف وقطع الطريق على من يحاول المغالاة كما كان يحدث سابقا .

الأمر الثاني : أهمية اعتماد سياسة محدثة للترويج للسياحة العلاجية استنادا الى اعلان منظمة الصحة العالمية تشترك فيها وزارتا الصحة والسياحة وجمعية المستشفيات الخاصة والجهات الأخرى ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص .

تصريحات وزير الصحة تصب في هذا الاتجاه بأن العمل جار لاعداد مبادرة جديدة للترويج والتسويق للسياحة العلاجية من خلال إطلاق برنامج اعتماد متخصص في السياحة العلاجية وتعليمات وأسس للطب الاستشفائي.

(الدستور)