إرهاصات صحوة مبشرة يجب تعميقها
سلامه العكور
03-01-2011 04:54 PM
بعد ان ثبت بالوقائع الملموسة قولا وفعلا ان اسرائيل لا تريد السلام وتعمل على المضي في ادارة الصراع مع الجانب الفلسطيني وليس حله ودون ان تتخلى عن شيء مما اغتصبته بالقوة من الاراضي الفلسطينية فطنت السلطة الفلسطينية في صحوة متأخرة جدا الى ضرورة اللجوء إلى الهيئات والمؤسسات الدولية وبخاصة الى مجلس الامن لأحياء قرارات الشرعية الدولية التي لا تجيز الآستيطان وتدينه ولا تعترف بالسور العنصري العازل والتي تقر باقامة دولة فلسطينية مستقلة بسيادة تامة وبحق اللاجئين في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم مع تعويضهم عما فقدوه وخسروه منذ زرع هذا الكيان العنصري مدعوما في مختلف المجالات من واشنطن ومن عواصم الدول الاستعمارية الكبرى..
وهذا التوجه المتأخر للجانب الفلسطيني خطوة في الآتجاه الصحيح.. وعليه ان لا يتراجع عنه تحت أية ضغوط اقليمية أودولية.. ذلك ان ادارة الرئيس اوباما لا تعترف بانتهاء دورها الفاشل في عملية السلام المجمدة ؛بل تحاول تحت التأثير الآسرائيلي والمنظمات الصهيونية الاستمرار في ممارسة الضغوط على الجانب الفلسطيني والعربي لعله يقبل باقتراح نتنياهو للاتفاق على حل مؤقت وترك قضايا القدس والحدود واللاحئين الى اجل غير مسمى..
والآن وبعد ان قزمت المفاوضات العبثية وعمليات التدليس الاميركية والتواطؤ الاوروبي على امتداد عقود القضية الفلسطينية وأفقدتها أهم اوراقها الرابحة فقد بات تعميق الصحوة الحالية ضرورة حتمية لا تقبل التراجع او التردد ابدا..
وهنا نذكر واشنطن وحليفاتها في الاتحاد الآوروبي التي تدعم اسرائيل سياسيا وماليا وعسكريا لا يمكن ان تتخلى عن شيء مما تحتاجه من دعم.. وستظل منحازة لها ولو على حساب مصالح شعوبها..
وهنا يكمن خطر اسرائيل على فلسطين وعلى جميع دول المنطقة بدون استثناء.. فلاسرائيل أطماع غير محدودة في الأراضي والثروات العربية..
ان تعميق هذه الصحوة يجب ان يتوج بترتيب البيت الفلسطيني ووضع حد لهذا الانقسام الشائه في الصف الوطني ثم الآسراع الى وضع استراتيجية وطنية كفيلة باستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني... وعلى الدول العربية احترام هذا الخيار ودعمه على كل صعيد..
أما ان يظل الغرب الآستعماري يغذي هذا الآنقسام الفلسطيني ويغطي تأمره على القضية الفلسطينية بفتات المساعدات المالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع فأن في ذلك مقتلا لهذه القضية المقدسة..
فمرور الزمن وترك الوضع يراوح في مكانه يعيدها الى أخر سلم اولويات العرب والمجتمع الدولي ان لم يلفها النسيان...
(الرأي)