عندما قرر الأردن بدء خطى الإصلاح والتحديث، ظهر الدرب واضحا للوصول نحو منظومة إصلاحية حقيقية، متابعة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيا، دون توقّف وبإصرار على تحقيق رؤى جلالته بالوصول إلى مسارات إصلاحية تنقل الأردن إلى مكان مختلف في الشأن السياسي والاقتصادي والإداري، مكان متقدّم وايجابي.
وبحرص متواصل من جلالة الملك بقي التحديث أولوية على أجندة جلالته، وصولا لما يرنو له جلالته من تحديث لا وجود به إلاّ للنجاح والتفوّق، وإبقاء الأردن في مكانة متقدّمة عالميا وليس فقط عربيا في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة، ومنارة علمية وعملية واصلاحية بكافة المجالات.
وفي إطار حرص جلالته على متابعة مسارات الإصلاح، التقى أمس في قصر الحسينية، معنيين بتنفيذ خطة تحديث القطاع العام بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، موجها جلالته رسالة تعدّ نهج عمل مؤكد النجاح عندما أكد جلالته على «أهمية تعزيز التنسيق لتنفيذ خطة تحديث القطاع العام بين المؤسسات الحكومية كافة والأجهزة الأمنية ومجلس النواب»، وفي هذه الشراكة وصفة نجاح مؤكدة للتحديث الإداري، في تنسيق بين الحكومة والأجهزة الأمنية ومجلس النواب، لتنعكس خطة تحديث القطاع العام على أرض الواقع، لتبدو بذلك درب العمل واضحة ميسّرة، ليس هذا فحسب إنما تبدو تفاصيل التحديث بهذا الشأن حقيقة يلمسها المواطنون كافة.
وطالما وضع جلالة الملك محددات واضحة لنجاح التحديث، تحديدا الإداري منه، وأساسها المواطن، سواء كان متلقي للخدمات، أو موظفا في القطاع العام، دون أن يُبعد الشباب من هذه التفاصيل النموذجية، فكانت هذه فسيفساء النجاح لخطة التحديث الإداري، إلى جانب الشراكة، مما يجعل من رؤى جلالته بهذا الشأن حالة نجاح مؤكدة وحقيقية.
بالأمس، بين جلالته «ضرورة إعداد خطة تواصل شاملة وفاعلة تستهدف المواطنين خاصة الموظفين في القطاع العام وطلبة الجامعات بهدف تسهيل أية قرارات ستتخذ خلال تنفيذ خطة التحديث»، فهي رؤى جلالة الملك النموذجية يقدّمها في رسالة للمعنيين بتنفيذ خطة التحديث، بضرورة وضع خطة «تواصل» تستهدف المواطنين خاصة الموظفين وطلبة الجامعات، ليكون القادم في مجمله خطوات عمل وتنفيذ وجعل التحديث الإداري واقعا ملموسا يعيشه المواطنون بل ويساهموا في جزء من تحقيقه، ودون أدنى شكّ وجود خطة تواصل في هذا الإطار من شأنها أن تحقق قفزات انجاز فيما يخص التحديث الإداري.
لا وجود في مسيرة التحديث إلاّ للنجاح، وربما ليس بالضرورة الإعلان عن الخطوات، بقدر الإعلان عن الوصول بوسائل واضحة ونهج مثالي يضعه جلالة الملك دوما للوصول الحقيقي ملموس النتائج، ولثقافة النجاح والتفوّق دون تراجع أو أغلاق العين عن هذا القرار الأردني الذي يحظى بمتابعة شخصية من جلالة الملك، وإصرار على أن يدفع به إلى أقصى درجات النجاح والتميّز، وصولا لتحديث للقطاع العام حقيقي.
(الدستور)