القلق والتوتر والضغوط الاقتصادية تجتاح العالم ونحن جزء منه، بات علم النفس ضرورة حتمية لإدخاله في مدارسنا كمادة دراسية أساسية ومن الصفوف الأساسية من أجل وقاية نفسية وصحية لطلبتنا في قادم الأيام.

علم النفس هو العلم الذي يدرس سلوك الإنسان وضبطه وتعديله وهو الأن من أكثر العلوم الإنسانية انتشاراً وفروعه تزيد عن المئة ومن أبرزها: علم النفس التربوي، علم النفس الاقتصادي، علم النفس التطبيقي، علم النفس الإكلينيكي، علم النفس الإرشادي، علم نفس الارهاب، علم النفس الطفولة، علم نفس الشباب، علم نفس المرأة، علم نفس الصناعة، علم النفس التنموي، علم النفس المدرسي، علم النفس المعرفي، علم النفس الاجتماعي، علم نفس الشخصية، وغيرها..

أنه العلم الذي يتناول الأسس البيولوجية للسلوك الإنساني ومهتم بالدوافع النفسية والعمليات العقلية والعواطف والانفعالات والذاكرة والتذكر والاضطرابات النفسية والصدمات العصبية، والفروق الفردية والذكاء ومهارات التفكير والصحة النفسية.

علم النفس مادة شيقة وجميلة وضرورة من ضرورات المنهج الدراسي خاصة ونحن نشهد بعض مظاهر السلوكيات العنيفة عند بعض الطلبة وربما هذا يعود بصورة أو أخرى إلى بعض مظاهر العنف الأسري، وغياب الوعي الديني والتربية السليمة وترك الأبناء يصولون ويجولون دون حساب أو مراقبة، وأضحت أثار العنف المدرسي تتجلى في سلوكات الطلبة داخل وخارج المدرسة وهي مشكلة تهدد صحة وسلامة الطلبة في مختلف المراحل وأحياناً المدرسين، كما تهدد تحصيل الطلبة وتقدمهم الدراسي.

وإلى جانب هذه المظاهر التي نتمنى أن لا تزداد، تظهر مشكلات أخرى مثل السلوك الفوضوي، وعدم الانضباط، والتدخين، وعدم احترام المدرسين وحتى كبار السن، والتمرد على أنظمة وتعليمات المدرسة والقيام بأعمال شائنة مثل التكسير وعدم المحافظة على نظافة المدرسة والبيئة التربوية بشكل عام.

ومن هنا فإن ادخال مادة علم النفس إلى مدارسنا بكافة المراحل أضحت ضرورة من ضرورات الحياة، ويدرك معالي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة وزير التربية والتعليم العالي وهو الطبيب الذي عاش أجواء المدارس والجامعات أن علم النفس من الاهمية بمكان وأصبح ادخاله كمادة في المدارس، ومادة اجبارية في الجامعات ضرورة تساهم بطريقة أو أخرى بالارتقاء بالسلوك البشري والمحافظة عليه واستدامته من أجل الصحة النفسية والمستقبل الأكثر جمالاً وتفاؤلاً لطلبتنا في كل زمان ومكان..

د. عدنان محمود الطوباسي
adnanodeh58@yahoo.com