للتربية أنصارها! .. بيع الكتب بسعر الورق
د. ذوقان عبيدات
13-06-2023 11:49 AM
(1)
انتقد كثيرون ظاهرة رمي الطلبة الكتب المدرسية في الشوارع بعد الانتهاء من الامتحان بها، وهي ظاهرة مزعجة تعكس وَهَن العلاقة بين الطلبة وكتبهم! تحركت الوزارة بسرعة وطلبت من مديري المدارس جمع الكتب من "جميع" الطلبة! اعترض مربون لأن بعض الطلبة لا يرمون كتبهم ويرغبون بالاحتفاظ بها، فالكتاب جزء من تاريخ الطالب، ومن حقه الاحتفاظ به! وتبريرًا لقرار الوزارة أعلن مفكروها بأن الوزارة تعاني من أزمة مالية تتعلق بطباعة الكتب وتكاليفها العالية ولذلك؛ فإن التربية ستوزع الكتب القديمة "النظيفة" على الطلبة، اعترض بعض الكتاب وقالوا: الكتب تنمو وتتجدد ولذلك؛ فالكتب القديمة غير صالحة! لم يستمع أحد كالعادة، وأصدرت الوزارة قرارًا يدعو الطلبة للمحافظة على نظافة الكتب بتاريخ ٢٠٢٣/١/٢٣ وكان لافتًا عبارة- ماعدا كتب التمارين-، بمعنى "لا تحافظوا على كتب التمارين! وهذا يعني أن الوزارة مصرّة على إعادة استخدام الكتب ثانية من قبل طلبة آخرين!
وفوجئ الجميع بأن الوزارة أصدرت قرارًا جديدًا بتاريخ ٢٠٢٣/٦/٧ بتشكيل لجنة لبيع وإتلاف كتب الفصل الثاني بسعر الورق!
انتقدت القرار على صفحتي عالفيس، ولكن عاصفة من النقد لي، وعواصف أخرى لتأييد قرار الوزارة! فالقرار شعبي؛ لأنه يمنع رمي الكتب في الشوارع ويجلب أموالًا للوزارة! لم أستطع الدفاع عن نفسي، فالوزارة والجمهور قانعون بأن:
قيمة الكتب تساوي سعر الورق ولا شيء غير ذلك!
(2)
في تصريح لخبير وزارة التربية في الامتحانات، أوضح طبيعة أسئلة امتحان التوجيهي؛ قلت: هذا كان ضروريًا قبل عام حتى يهيء المعلمون والطلبة أنفسهم وفق تفكير الوزارة، وإن صدور هذا التفسير الآن متأخرًا جدًا، وقد يكون مربكًا للطلبة؛ فالامتحان على الأبواب!
وفي نفس التصريح أوضح خبير امتحانات الوزارة أن الأسئلة متفاوتة ؛ فهي سهلة وصعبة، وقدم تفسيرًا غير علمي للسؤال السهل والسؤال الصعب! فما استطاع الطلبة حلّه فهو سهل!
وإلّا فهو صعب!!
هكذا يفكرون!
(3)
بقيت مشكلتي: الجمهور بما يشبه الإجماع يؤيد بيع الكتب بسعر الورق!