facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ترانيم في خزائن الغرب .. النخب الهاربة


معتز الهندي
13-06-2023 08:44 AM

الشباب هم عصب هذه الأمة … ودرعها .. وسواعدها التي تَبني ولا تبدد … وهم أولى الناس بتحديد واقع ومستقبل الأمة ..

فإذا فسدوا فسدت الأمة .. وإذا صلحوا صلحت الأمة
ومن ثم انتصرت وحُررت واستقلت بلادها
وطُهرّت أعراضها .. وحُفظت دماؤها …

ولكن الواقع الذي تحياه الأمة في هذه الأيام …
يكشف عن مدى الأزمة الكبيرة التي يعيشها الشباب
من تدهور أخلاقي وإلى إضمحلال ثقافي …

إلى ضيق في العيش.. وتفشي للبطالة وعدم الكفاية والعدالة .. في توزيع الوظائف العامة والخاصة في المجتمع..
ولما استفحلت الأزمة … أخذ كل شاب يفكر في الهجرة إلى الدول الأجنبية … ويخطط للخروج وهو لا يزال يدرس في المرحلة الجامعية أو الثانوية .. وحتى في الاربعين من عمره..

لقد اصبحت ظاهرة الهجرة والاغتراب في الوقت الحاضر حديث الساعة وحلم وهاجس الشباب المتعلم وغير المتعلم واصبحت فكرة الاغتراب سائدة على كل من تأتيه فرصه الخروج من الوطن وخاصة بين الباحثين والموهوبين الذين تدهورت لديهم فرص المعيشة وفرص البحث العلمي على حد سواء ..

وهذه الظاهرة تلقي بآثارها السلبية على قطاعات التعليم المختلفة وخصوصا قطاع التعليم العالي و الجامعي و البحث العلمي

ففي كل يوم تطلع فيه شمسه كما صديقي عبد الفتاح يعاني وطننا من هجرة يومية لعقول وكفاءات وخبرات شابة فضلاً عن تلك الخبرات والكفاءات التي هاجرت منذ عقود واستقرت في دول الغرب وراحت ثمراتها وجهودها ابتغاء حضارة الغرب .. !

نزيف لا ينضب …
هذا ولا تزال ظاهرة هروب العقول مستمرة من العالم النامي إلي العالم الصناعي ومن القلب العربي الى المركز الصناعي الغربي .
فهناك أكثر من مليون طالب من البلدان العربية يتابعون دراستهم في الخارج لاسيما الخريجين الذين حصلوا على درجة الدكتوراة ..
لا يعودون إلي بلادهم إذ يعتقدون أن الفرص هناك قليلة والأجر منخفض كما أنهم يشعرون بعدم الأمن والعدالة في بلادهم إذ يرون أن المؤسسات البحثية والجامعية يسودها الإستبداد والمحسوبية إلى جانب ضعف الإنفاق على البحث العلمي ..
إن من أهم المشكلات التي تعبر عن واقع الأمة في مختلف المجتمعات العربية و الإسلامية وتُعيق بناء مستقبل أفضل لها .

مشكلة هروب النخب العلمية
التي تحمل العقول والخبرات والمهارات إلى دول الغرب مما يؤثر على قوة وطننا بشكل خاص والأمة العربية والاسلامية بشكل عام فكرياً وحضارياً وتربوياً وعلمياً ، علماً بأن ظاهرة "هروب النخب العلمية " قد استفحلت في العقود الأخيرة بسبب عدة أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وشخصية..

واجب شرعي ووطني
وإن من الواجب الشرعي والوطني على الأنظمة الحاكمة العمل على استرداد هذه النخب من خلال إغراءهم بزيادة تمويل أبحاثهم وتوفير الحرية الأكاديمية لهم وتكريمهم وتقديرهم مادياً ومعنوياُ .. هذا إلى جانب صنع قنوات اتصال بين هذه النخب المهاجرة أو الهاربة او حتى اللاجئة مع المؤسسات البحثية والجامعية في وطننا ..!

إن المشكلة جد خطيرة .. وخطيرة جداً ..

ولكني اقول …
لو أنفقت الحكومات المتعاقبة في وطننا وحتى في الأنظمة العربية على البحث العلمي ربع العوائد الضريبية من المراقص والخمور وألوان الترف والترفيه الكاذب ، ما اضطر آلاف الشباب والنخب العلمية والفكرية إلى الهرب من جحيم بيروقراطية حكوماتنا إلى جنة الحرية الأكاديمية في بلاد الغرب !.

على ولاة الأمر أن يحترموا العقول والنخب العلمية.. على الأقل كما يحترمون من يمشي بالارض مرحا ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :