الاعلام السحابي والهجين اعلام المستقبل
أ.د عبد الرزاق الدليمي
13-06-2023 12:14 AM
اقدم في هذا المقال تصورًا متقدمًا عن ظاهرة اتصالية جديدة هي (الاعلام السحابي والهجين اعلام المستقبل) حيث ادى الانتشار السريع لتكنولوجيات الاتصال الجديدة الى خلق حاجة ملحة لإعادة النظر في القوى المعقدة والمتعددة الأوجه لاعادة تشكيل بيئات الاتصالات المختلفة سيما في المجتمعات الغربية.
واستيعاب حقيقة ما إذا كنا نعيش فترة تغير جوهري في طبيعة الحياة الانسانية نتيجة للتأثير الكبير للاتصالات الرقمية. وسعينا في هذا الكتاب إلى تقديم توضيحات تفسيرية عن الجوانب الرئيسية للتغيير المنهجي في بيئات الاتصالات المستقبلية وتبادل الادوار والتفاعل بين اجندات الجهات الفاعلة (السياسيون، ووسائل الإتصال، والجمهور.) في اطار استخدام spin وتحكم أنظمة إلاعلام الهجين. حيث تنطلق هذه التكنلوجيا من امكانية دمج الأدوار التي تقوم بها وسائل الإعلام الأقدم والأحدث في الحياة الاجتماعية. حيث تكون الحاجة ماسة إلى نهج شامل لتفسير دور الإعلام والاتصال في الحياة البشرية، نهج يتجنب التركيز حصرا على وسائط الإعلام "الأحدث" مع "الأقدم"، بل يضع بدلا من ذلك خرائط للفوارق بين موضوع وسائل الإعلام الأحدث والأقدم، وأين يمكن حل تلك الفروق. سيما اذا عرفنا ان الأقدم والأحدث هي مصطلحات نسبية. ناهيك عن حاجتنا إلى فهم كيف ان الممارسات الإعلامية الجديدة في مجالات الإعلام والسياسة المتداخلة ممكن أن تتكيف وتدمج لتؤثر على الممارسات الإعلامية القديمة في تلك المجالات.
تشكل ثورات تكنولوجيا المعلومات والاتصال المتسارعة، وتأثيراتها على وسائل الإعلام والاتصال، اليوم عاملا حاسما في قيادة التوجهات العالمية على المستويات الاقتصادية والإستراتيجية والإعلامية، ما دفع الشركات العملاقة في الدول الصناعية المتقدمة إلى الإستثمار حد الجنون في هذا القطاع، لعلمها بأهميته في إستراتيجية السيطرة والهيمنة من خلال القوة الناعمة، في صناعة القرارات الدولية، وبالتالي ضرورة مواكبة التحولات والمستجدات في هذا الشأن.
وأصبح الوصول إلى الحلقات المتقدمة في التكنولوجيا، يعني الوصول إلى المراحل المتقدمة في السيطرة على حركة الإعلام العالمي. كما أن التكنولوجيا باتت تفرض تحديات لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها بأي شكل من الأشكال، ولابد من التعامل معها وفق رؤية مستقبلية واضحة، تُتَرْجَمُ إلى استراتيجيات وخطط بعيدة المدى على أكثر من صعيد. هذا التطور الهائل في تكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال، يجعلنا أمام تساؤلٍ جوهري حول إمكانية التأثير وصناعة التغيير، اعتمادا على تأثيرات هذه الوسائل من خلال استعمالاتها المختلفة، والإستفادة من تقنيات الإعلام الجديد في صناعة القرار ورسم السياسات. لقد انتقل دور الإسهام في بناء معارف الإنسان وثقافته، من وسط بشري ملتزم بقيم محددة إلى وسط تكنو-اتصالي لا يقيم وزنا لهذه القيم. فكان الخروج من المنزل والتفاعل مع المحيط المباشر أساسا للمعرفة والتعلم واكتساب الخبرات، وبناء الذات وتنميتها وتطورها.
والانعزال عن المجتمع والزهد فيه، معياراً للجهل وعدم معرفة ما يدور فيه. أما اليوم، فانقلبت الصورة وغدا البقاء في المنزل أمام التلفاز وأمام الإنترنت، يتيح مجالا أكبر للمعرفة والتعلم وسعة الاطلاع. فباتت خبرات المنزل أوسع من خبرات الشارع أو المدرسة أو المدينة، مقارنة بالكم الهائل من المعارف التي تتوافد إلينا من مضامين تحملها تكنولوجيا الاتصال الحديثة، بطرقٍ سهلة وبسيطة. إن ثورة تكنولوجيا المعلومات، وتأثيراتها على وسائل الإعلام والاتصال، تشكل اليوم عاملا حاسما في قيادة التوجهات العالمية على المستويات الاقتصادية والاستراتيجية والإعلامية، ما دفع الدول الصناعية إلى الاستثمار حد الجنون في هذا القطاع، بغية التأثير في صناعة القرار الدولي وصقله.وانطلاقا من اهمية هذه الحقائق شرعت في تأليف كتاب لتوضيح كيف سيكون الاعلام المستقبلي؟ وماهي طبيعة الاعلام الهجين على استخدامات الانسان المعاصر؟ والكتاب جزء من مجموعة كتب نخوض فيها في حيثيات الاعلام في المستقبل في محاولة منا للاسهام ، بتوضيح صورة الاعلام ووسائلة في المستقبل القريب والبعيد.حيث الحاجة إلى وصف ظاهرة الاعلام السحابي الهجين أو أحداث أو أشياء معينة وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنه ووصف الظروف الخاصة به وتقرير حالته كما توجد عليه في الواقع.