عندما نجد أن طلابنا الخريجين من الجامعات الأردنية، على مستوى عال من التقنية والابداع، وأنهم جاهزون لسوق العمل بكفاءة وحرفية، فإن رؤيانا سوف تكون مطمئنة على مستقبل هذا البلد والتطور المنشود من العملية الإصلاحية التي يركز عليها جلالة الملك.

فمشاريع التخرج على سبيل المثال واقع ملموس لقياس حقيقة الفكر والابداع لدى الطلبة ومعيار على المستوى الذي تترجم فيه واقع الدراسة والمعلومات المخزنة، وتطبيقاتها على أرض الواقع، ومدى استفادة الطلبة منها في حياتهم القادمة، فاذا كان التعليم في الأردن وضمن إطار فلسفته : التربية ، والتعليم ، والتوعية وغرس القيم والمباديء وتوجيه النشىء ، فإن التعليم التقني مهم جدا كونه مرتبط بفلسفة التعليم التي تتناول العلاقة ما بين النظرية والتطبيق .

لقد سرني جدا ما تنتجه الجامعات التقنية وهذا التطور لدى طلبة الجامعات التقنية والتركيز على مخرجات تعليمية يطلبها المجتمع بل هو بأمس الحاجة لها خاصة ونحن نتحدث عن تطور وأصلاح وتقنيات ، فما شهدته من اعمال في جامعة الخوارزمي التقنية وبحضور زملاء اعزاء خبراء في الاعلام كالاستاذ محمود حويان الذي عرفته لاكثر من 28 عاما في حقل الإذاعة والتلفزيون كان مشهدا مثيرا قدم فيه الطلبة في مشاريع تخرجهم ، ما يلفت الانتباه من حيث الموضوعات الحساسة والمهمة للوطن ، والتطرق اليها بكل علمية ومهنية ، كذلك مشاريع التلفزة التي بينت احترافية قادمة وعمق في المعاني ورسائلها الواضحة التي تعتمد على قيمة اردنية سامية وهدف نعمل جميعا على التعامل معه بروح الإنسانية المعروفة عن الأردن .

ما اعجبني روح المناقشات والحوارات عالية المستوى التي لم تفرق بين مستويات التعليم الجامعي ، بل ركزت على مضامين الرسائل ومستويات التفاعل بين المشرفين وبين الطلبة في إخراج ما هو افضل وفق المستويات المهنية والتعليمية .

نقول وبكل صراحة لوزارتنا العتيدة في التعليم العالي لنركز على المنتج التقني في الجامعات ، ولنرى انتاج الطلبة أنفسهم والتعرف على ابداعاتهم الخلاقة التي ستعزز مشوارهم المستقبلي في خدمة مؤسساتنا وتطويرها .

الاهتمام بمخرجات التعليم مهم جدا لصناعة مستقبل الوطن ، فالاهداف والرؤية الوطنية يجب أن تنعكس بفلسفتها على مناهج الدراسة من الابتدائية وحتى الجامعة ، وبالتالي تهيئة الطلبة ومنذ الصغر على تخصصات تمثل ميولهم ورغباتهم وإمكاناتهم . وبالتالي رسم خارطة الطريق مبكرا لابنائنا الطلبة . ما وجدناه من تركيز على الجانب التقني في عمل الطلبة بجامعة الخوارزمي التي تنتهج سياسة التفاعل مع المجتمع ، باستضافة الخبراء والمحترفين في مجالات مختلفة وخاصة الإعلامية ، انما تمثل عملية التجسير بين النظرية والتطبيق ، وهي سنة حميده بمشاركة المؤسسات الإعلامية بخبرتها وخبرائها الطلبة في مقاعد الدرس وقاعات العرض .

نتمنى للعملية التعليمية في الأردن العودة إلى القها ولمعانها ومستواها المعهود .