حفلات اشهار الكتب وصدمة الواقع
علي القيسي
11-06-2023 03:49 PM
تسويق الكتب من أهم المشكلات التي تواجه الكاتب الأردني ،فالكاتب يطبع كتبه على نفقته الخاصة ،والقليل منهم من تدعمه جهة أخرى مثل وزارة الثقافة أو هيئات ثقافية أخرى، نظرا لاعتبارات كثيرة، ثم يفرح الكاتب بإشهار مؤلفه في حفل كبير في منتدى ثقافي ،بعد سماعه الكلمات والخطابات والشهادات والقراءات المجاملة، التي تقال بتجربته الإبداعية وبمؤلفاته الكثيرة، وعلى المنصة يتم تكريمه بدرع أو شهادة يسلمها له راعي الحفل أمام حشد من الحضور وعدسات الكاميرات والفلاشات والخلويات.
هنا يعيش الأديب لحظات فارقة في حياته في ظل هذا الكرنفال الاحتفالي البهيج ،ولكن عندما يعرض كتابه للبيع ،في نهاية الحفل، لايجد سوى ثلاثة أو اثنين من عائلته يشترون كل منهم نسخة واحدة ،أما الجمهور فيندفع تجاه البوفيه للضيافة، واحتساء القهوة والشاي والنسكافيه وبعض الحلويات ، أما الكتب المعروضة للبيع تعود مع الأديب المحتفى به ،وتستقر في الكراتين ،ثم يبدأ بالتفكير بالخلاص منها حيث تأخذ حيزا في بيته المتواضع ،ولا بد من تسويقها ،أو شيء منها لاسترداد بعض نفقات وتكاليف الطباعة ودار النشر.
ولكن تسويق الكتاب ليس مسألة سهلة إطلاقا ، فالكتاب ليس مثل كعك العيد له موسم ، حتى المعارض تواجه مشكلة تسويق وبيع الكتب ، فالكتاب لم يعد أولوية عند الناس ، في ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات الهائلة في النت وتوفر الهواتف الخلوية ، طبعا هناك القلة القليلة من يقرأ الكتب الورقية وهم النخب المثقف وكبار السن ، من هنا تتبدد فرحة الاحتفال بالإشهار والتوقيع والأضواء والجمهور تمضي هذه المشاهد الوردية كسحابة صيف.