facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصندوق الأسود (12): "لتنظر مقامك أنظر في ما أقامك"


د. كفاية عبدالله
11-06-2023 11:45 AM

(دافع الخدمة العامة)..

الوظيفة العامة رزق الله -عز وجل- لعباده اجتباهم واصطفاهم لخدمة الناس وفعل الخير ونفع المجتمع وحب الخير لكل الناس باختلاف أطيافهم وأعراقهم وأجناسهم وشعائرهم دون تمييز أو تفريق بين غني وفقير، ولا بين قريب وبعيد.

الخدمة العامة نعمة لا يعرف طعمها إلا من ذاقها، نعم نعمة لا لأنها مجرد وظيفة دائمة تحقق الأمن الاقتصادي وليس لأنها تمنح المزايا المالية غير المباشرة ولا تقل إنها فرصتي الأخيرة عند تلاشي فرص العمل في القطاع الخاص.

أنه فخر المرء وعزه أن يمنح لقب "الخادم العام" مهما علت مرتبتك وارتفعت درجتك فأنت خادم للصالح العام، إنها تأشيرة المرور لأداء الواجب العام والتعبير عن المواطنة الصالحة والولاء للوطن والبر بأهله، أن تمنح الفرصة لخدمة الشريحة الأوسع من المجتمع، والفئات الأشد إلحاحا خاصة في وظائف التي لا يطرق أبواب مؤسساتها إلا من ضاقت يده عن طلبها لدى المؤسسات الخاصة مثل المرافق الصحية والتنمية الاجتماعية.

أنك تقع في قلب التاريخ ؛فأنت تعيش من أجل قضية أكبر من نفسك ، تتجاوز حظوظ شخصك، إنك تحيى الحياة مرتين مرة من أجل قضية وطنك قبل أن يحين أجلك ومرة أخرى حيث لا ينقطع أجرك فأنت في البرزخ جسد تحت التراب ولكن روحك تسري بين الناس فوق الأرض يصعد أجرك إلى السموات العلا أنها الأجور الباقية والصدقات الجارية، عندما تتقدم للعمل المتفرد المتعدد نفعه والمستدام أثره
أن تحيى لقضية تناضل من أجلها وتتفانى لنصرتها ؛ لتحقيق العدالة الاجتماعية مثلاً أو الدفاع عن الحقوق الأساسية التي منحها الدستور للناس، والرغبة في مساعدة الناس وإدخال البهجة على قلوب المتعاملين والسعي في قضاء حوائجهم، أنه أحب الناس إلى الله -عز وجل- كما روى الطبراني قوله صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس".

وأنت الجندي على الثغور؛ تضحي بالنفس وتجاهد المغريات ، تحرس الحقوق والمال العام تقاتل للحد من فرص الفساد لتصدها وتجفف منابعها وتكف اليد عن العبث في المقدرات الوطنية أو المقامرة في المصالح العامة، أن تلزم نفسك بالواجب العام وترد الجميل للمجتمع أن تعطي أكثر مما تأخذ.

أن تحمل القلب الكبير تحضن به أبناء وطنك، تتعاطف معهم ،تتقمص شخصياتهم لتفهم احتياجاتهم، تتأثر بمحنتهم، تسعى للتخفيف من آلامهم، تسمع لهمومهم تتفهم احتياجاتهم، لك اليد الأولى لرفع الضر عنهم.

وأنت الناصح الأمين تقدم النصح والمشورة وتشارك في برامج التحسين والتطوير دون كلل أو ملل أو انتظار نفع أو جلب استحقاقات شخصية، وإن أصدق النصيحة لمن كان تعامله مع الجمهور من مسافة صفر فهو يسمع أنين الموجوع والمقهور ويبصر الدمع للمغلوب والمظلوم، ويتكلم بلسان المواطن وحاله.

وبعد هل يكفيك هذا الاستطراد لتدرك أنك في نعمة، فإن لم تقنع فأنظر تحت قدمك لتنظر أين أقامك فمقامك حيث أقامك، لا تبخل فالوطن يستحق الكثير ..

د. كفاية عبدالله/ اختصاصي التطوير المؤسسي
(Kifaya2020@gmail.com)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :