facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الإعلام العربي والترند ..


فيصل سلايطة
11-06-2023 10:24 AM

للأسف بات الترند هو المحرّك الاساسي لعالمنا، اللقطة تتحكم باخبارنا، والاتجاه مهما كان سلبيا هو محور اهتمامنا ومصدر "فخرنا".

فمؤخرا بتنا نستمع إلى تصريحات وفرقعات اعلامية أقل ما يقال عنها أنها سخيفة، وأكبر ما قد يقال في وصفها أنها عنصرية وما بين السخافة والعنصرية تعتاش تلك الفئة على فتات السواد، فما بين مذيعة أرض عنخ آمون والتي قد يصل بها الحال لعبادة الذكور فقط لجلب المشاهدات، وتلك الصحيفة الباهتة في باريس الشرق والتي باتت مؤسستها بوقا للعنصرية والشماتة بأحزان ومصايب اقوام، تضيع الثقافة العربية وتسيطر البهاتة على المشهد.

فهل من عاقل ورشيد يستطيع تحقير شعب خرج من فم الألم والحرب والضرب، أيّ انسانية هذه التي تسمح لكائن من كان أن يصيب قلوب قوم ذلهم الزمن بسهم الشماتة والاحتقار، أهذه هي الغيرة على الاوطان؟، بالتأكيد لا ، فبئسا لتلك الوطنية التي يرسمها سايكس و بيكو من قبرهما.

أما "ترند الذكورة والانوثة " والذي يعيشه الاعلام في مصر حاليا، ما بين مذيعة تدعم حق الانثى حد المبالغة، ومذيعة أخرى تدعم سلطة الذكر لدرجة العبادة، نفتقد لوجه اعلامي منطقي، صوت هادئ يوصل الخبر ببساطة متناهية.

منطقتنا العربية القاحلة الخصبة أصبحت بحاجة ماسة لسن قوانين صارمة تحكم العمل الاعلامي، فكشف الفضائح ليس اعلاما، تحقير الضيوف ليس اعلاما، العنصرية المقيتة ليست تعبيرا مشروعا عن الرأي، التفاهة ليست ضربا من الفكاهة، والسعي لهدم مشاعر الألفة بين الناس ليست تثقيفا، تفاهات عديدة تجتاح اجهزة الرقمية وشاشات التلفزة سيتربى من نتاجها جيل يصعب التعامل معه، جيل قد يصل به الامر إلى المستحيل فقط لأجل التريند، أمّا الانسانية فستصبح عملة نادرة ممنوع التداول بها.

بالتأكيد لا زال رواق الاعلام العربي يزخر بأسماء لامعة مشرقة، لكن السؤال أين هم اليوم؟.

ولا يجيب السؤال سوى هستيريا المشاهدات، فأصبحت المعادلة ، أثِر الجدل = أحرز الهدف، ويا ليت الجدل الذي يُثار مبنيٌّ على تحريك المياه الراكدة ثقافيا وعلميا وحتى دينيا، بل أصبحت العنصرية والتفاهة الاعلامية هي بوصلة أغلب القنوات .

لا شكّ أن كل ما ينجح في عالمنا العربي هو مطلب الجمهور شئنا أم أبينا، فإن كان الجميع ينتقد فمن يشاهد، وإن كان الجميع يستهجن فلماذا ينجح ذاك ويبهت ذاك؟؟..

ومن باب الديمقراطية سيقول البعض علينا أن نترك هذه النماذج كما هي، لكي نستطيع تقدير الجيد والمنطقي عندما يظهر، ولكن متى سنستفيق من "حمّى الترند"، فلا زالت الفرقعات هي التي تسيطر على كل الميادين وآخرها التطبيق الصيني تيك توك والذي لا ينجح به سوى من يكسر قوانين الاعراف والتقاليد في اطار غير منطقي عنوانه قلّة الوعي واللباقة، وفي النهاية من يخسر هو جيل قادم ينشأ على كل ما هو زائف ومؤقت .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :