الأردن من الدول التي لها ثقل إقليمي ودولي كبير ويرجع ذلك إلى حلفائها الخارجيين الأقوياء وركيزة دعمها الداخلية الأساسية: القوات المسلحة الأردنية.
الجيش الأردني والأجهزة الأمنية، والشعب الأردني المؤيدين للهاشميين، يدركون جميعا معنى كلمة الوطن والوطنية والولاء والانتماء.
القوات المسلحة الأردنية هي الركيزة الأساسية لدعم الأردن، بكل ما يمثله من الهوية الوطنية الأردنية الحديثة.
لقد كان الجيش أول مؤسسة تم إنشاؤها وساهمت في تشكيل الأردن الحديث، منذ استقلال البلاد في عام 1946.
لقد اكتسبت القوات المسلحة الأردنية سمعة تستحقها عن جدارة لكونها عالية التدريب والمهنية،
فالجيش الأردني ذو احترافية كبيرة، واستطاع أن ينجح بأدائه، من خلال المشاركة على نطاق واسع في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم، ومن خلال توفير المستشفيات الميدانية العسكرية لمناطق الكوارث الطبيعية وكذلك مناطق الأزمات السياسية.
لقد استطاعت القوات المسلحة أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة في هايتي وتيمور الشرقية والكونغو وليبيريا وساحل العاج وأفغانستان وغيرها، وأصبح الجيش العربي الأردني يزود الدول الصديقة والشقيقة بالمدربين والمتخصصين المحترفين في مجال عمليات حفظ السلم والأمن الدوليين، إضافة إلى توفير التدريب للقوات الخاصة في جميع أنحاء المنطقة.
لقد عمل الملك عبد الله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية، على تعزيز علاقات الأردن الدولية، وتقوية دور المملكة المحوري في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
وتأكيدا على أهمية القوات المسلحة للدولة، يتم الاحتفال بذكرى «الثورة العربية الكبرى» في نفس الوقت الذي يصادف عيد الجيش ويوم الجلوس الملكي، فهذه الأعياد الجماعية هي في الأساس احتفالات وطنية أردنية، تقدم الولاء والانتماء للوطن الأردني الهاشمي.
لقد ركز جلالة الملك عبد الله الثاني على الجيش الأردني وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، ولطالما عبر عن اعتزازه وفخره بشكل خاص بخلفيته العسكرية، فنادى بأهمية إدراك آليات تحويل التحديات إلى فرص، والاستمرار بالإصلاح والتطوير كعملية مستمرة في زمن يمتاز في سرعة التغيير التقني والتكنولوجي ومن لا يتجاوب بالسرعة المطلوبة سيخسر الكثير.
إن الضغوط السياسية، حتمت الحفاظ على الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في الأردن من خلال توفير المزيد من الاهتمام بتطوير الأجهزة الأمنية والعسكرية، لضمان مواكبتها العصر التكنولوجي الرقمي.
لقد واكب الجيش التطوير التكنولوجي، تزامنا مع مواكب عمليات الإصلاح على مر السنين.
والنقطة المهمة هي أنه كان هناك الكثير من الجهد في التحول نحو استخدم تكنولوجيا المعلومات، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية للأجهزة العسكرية، ويعتبر الجيش الأردني أنموذجا للمنطقة، وهو الأكثر نموذجية.
هذا ويشهد للجيش الأردني بأنه كان مساعد وداعم أساسي في تنفيذ أي تغيير ذي مغزى في جميع أنحاء المجتمع الأردني.
الأردن في سعي دؤوب لعمل إصلاح سياسي واقتصادي، وتطوير جميع القطاعات، والأجهزة لضمان الوصول إلى الرؤية الملكية المتمثلة في الديمقراطية، من خلال الوصول لهدف أن تكون الحكومات المستقبلية برلمانية منتخبة.
لجان الحوار الوطني عملت طويلا من أجل إصلاح القوانين المتعلقة بالأحزاب، والانتخابات، والبرلمان، إضافة إلى بذل الجهود الحثيثة لمكافحة الفساد، من أجل أردن الخير.
يفتخر الأردنيون بالمناسبات الوطنية ويحتفلون بها، وترفع الراية خفاقا، وتؤدي التحية للجيش العربي المصطفوي، تاج العز يكلل هامات الجيش الأردني. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.
aaltaher@aut.edu.Jo
الرأي