دعوة من د. أحمد البشايرة، حضرت ندوة حوارية في قاعة مركز الدراسات والبحوث الإسلامية. ونظرًا لندرة الندوات المتميزة فيسرني أن أنقل ما استطعت من أفكار مهمة، وقبل ذلك؛ أسجل لمركز البحوث والدراسات ورواده السقف العالي للحديث والاحترام والاختلاف، فقد خلت الندوة من القناصين وتجار القيم وحراس المجتمع، فالمحاضر والمتحاورون تحدثوا بكل حرية وأمن، فلم يستنكر أحدٌ سؤالًا جريئًا، ولا جوابًا صريحًا، أدار عامر الحافي الحوار بحرفية معروفة عنه؛ وفيما يأتي أبرز الأفكار من وجهة نظري:
١- أعلن د فهمي عن نفسه بأنه عقلاني نقدي تكاملي، يؤمن بالقيم الخمس الآتية: العدل والحرية والعقل والإيمان والرحمة، وهي قيم تنسجم تمامًا مع الثقافة العربية والدين الإسلامي..
٢- يرفض الفكر الإقصائي والأحادي، وسلوكات التشهير والقتل والإلغاء والتهديد.
٣- انتقد فكرة من يحاورك وهو محمّل بتفسيرات بشرية للنصوص، بدلًا من حمل النصوص نفسها، تذكرت مقولة جان جاك روسو : على المرء أن يقرأ النص عشرات المرات كي يتحرر من سطوة سوء الفهم!
٤- على العلماني أن يتحدث، وعلى كل صاحب فكر أن يعبّر عن نفسه بوضوح، فما دمنا نتحدث ونستخدم أدوات المنطق، فنحن أحرار في أفكارنا بشرط عدم تجاوز القواعد الأساسية.
٥- إن طرق الوصول إلى الله عديدة، ولكل إنسان طريقته في اكتشاف الله، فقد نكتشفه عن طريق الأمل أو الألم أو الحب.
٦- احترم المفكر شحرور، واجتهاداته رغم اتباعه المنطق اللغوي في مدلولات الكلمات.
وقال بأن الإيمان قضية شخصية ولكل طريقته.
٧- للحداثة مفاتيح مثل؛ الفردانية والحرية المطلقة ، الخضوع للعقل والعلم، المساواة بين الأفراد، الديموقراطية التمثيلية ، أولوية الوطن والأمة على الدين، الدين مسألة خاصة، وأضاف أن الإنسانية الآن تعاني من بعض شطط لهذه الأفكار.
٨- بالنسبة للدين، يرى جدعان تمسكه بالمقاصد والغايات المتفق عليها، ويرى أن القوانين والدستور والبرلمان هو ما يحكم المجتمعات، مستغربًا فكرة الدولة الدينية. ولذلك فإن الدين
سلوك أو عقيدة اجتماعية أخلاقية ، ليس من الضروري سياسية. وقال: حيث العدل يكون شرع الله!
٩- لا يؤيد القرآنيين الذين يرفضون السنة، لكنه قال يجب مراجعة الأحاديث النبوية حيث دخلها كثير من غير المعقول.
دار حوار راقٍ جدًا حول أسئلة مثل؛
- ما كوابح الفكر العربي؟ وهل هي ذاتية في قصوره أم موضوعية ؟
- هل تعرضت لما تعرض له المفكرون من تشهير واضطهاد و…؟كان جوابه نعم
- هل التقدم جسر عبور إلى التخلف؟
- ما رأيك بالقرآنيين؟
يمكن القول إن الندوة خسارة لمن لم يحضرها.
شكرًا لمركز الدراسات والبحوث الإسلامية
الرد على تعليق