المرأة في البادية الجنوبية
النائب زينب البدول
08-06-2023 11:22 AM
وضع الأردن المرأة ضمن أولوياته، من خلال تمكينها الاقتصادي والسياسي والتنموي، وتجسد ذلك وقد بوجود عدد كبير من السيدات بمراكز رفيعة المستوى، ولا شك أن المرأة نفسها طالما كانت قادرة ومسؤولة وجديرة بالمراكز والمناصب التي تقلدتها.
وبالنظر للتشريعات الأردنية تعدّ داعمة للمرأة والتركيز على دور ها واهمية مشاركتها، ناهيك عن الحرص الدائم على تحديثها لصالح المرأة وبما يخدم قضاياها، وبدا ذلك واضحا في التعديلات الاصلاحية الأخيرة بدءا من التعديلات الدستورية مرورا بقانون الانتخاب وصولا لقانون الأحزاب.
وبطبيعة الحال هذا الواقع يلقى دعما من جلالة الملك عبدالله الثاني، ورؤى ملكية واضحة لتوفير السبل الممكنة لحضور نسائي بكافة المراكز.
ووسط هذه النهضة، يفرض سؤال نفسه وهو
لماذا لم تصل المرأة الأردنية للنتيجة المتوقعة في المجالات السياسة او الاقتصادية او صناعة القرار ومازالت النسبة قليلة مقارنه مع الذكور، هل كان هناك تقصير في تطبيق التشريعات ام انها معوقات بيئية ثقافية او مستوى الكفاءة يحكم ذلك، في هذا المقال لن اناقش هذه الظروف لكني سأتطرق للحديث عن المرأة في البادية الجنوبية.
سأتحدث وبكل واقعية وصراحة، اذ مازالت المرأة في البادية الجنوبية بعيدة كل البعد عن التمكين السياسي او الاقتصادي او التنموي او الخدمي، مازالت تفتفر المرأة لمراكز التعليم والتأهيل والأنشطة، مازالت الطالبة في البادية الجنوبية تعاني من صعوبة المواصلات للذهاب لمدرستها او جامعتها، مازالت تعاني من دفع قسط فصل او مصروف يوم، مازلت المرأة في البادية الجنوبية أسيرة البيت رغم تحصيلها الاكاديمي لانها لا تجد فرصة عمل لا في القطاع حكومي ولا القطاع الخاص بسبب ان البادية الجنوبية تعتبر مناطق نائية ولا تجذب الاستثمار، كل هذا اضعف المرأة في البادية الجنوبية نحو انخراطها بالعمل السياسي او ان تكون من صناع القرار.
ومن تجربتي السياسية المتواضعه أرى انه مازال هناك الكثير الكثير من التحديات والمعوقات التي تواجهه النساء في البادية الجنوبية، واصبح لزاما على الحكومات تحويل نظرها لتمكين المرأة والعمل على زيادة نسبة مشاركتهن بجميع الأنشطة وتوفير مراكز تنمويه وحاضنات ثقافية لهن، بالاضافه لتوفير مشاريع تستهدف المرأة البدوية من جميع الفئات العمرية، بالإضافة لتوفير منح دراسية او منح جزئية وخطوط مواصلات سهلة وآمنة للفتيات، كما يجب العمل الجاد على ان تكون المرأة في البادية الجنوبية لها نسبة مشاركه سياسية مؤثره تأخذ بالحسبان.
وأخيرا، أرى أن المرأة في البادية الجنوبية تحتاج الكثير من الإهتمام والعناية وتوفير سبل تمكينها لنستطيع ان نكون جميعنا شركاء في بناء وطننا الغالي في مدنه وبواديه.
الدستور