الأردن .. والاقتصادات المستدامة والشاملة
د. بسام الزعبي
08-06-2023 08:39 AM
تفاصيل مهمة طرحها وزير الصناعة والتجارة والتموين، وزير العمل، يوسف الشمالي، خلال مشاركته في الدورة الأخيرة لمؤتمر العمل الدولي، الذي عُقد في جنيف تحت عنوان (الانتقال العادل للاقتصاد المستدام)، والذي تناول موضوعات مهمة هي، الانتقال العادل نحو اقتصادات مستدامة وشاملة، والتدريب عالي الجودة، وحماية العمال، حيث بين الشمالي أن جميع هذه القضايا اكتسبت أهمية متزايدة في ظل تحديات اقتصادية أفرزتها جائحة كورونا، وتداعيات التغير المناخي، والنزاعات والحروب في مناطق مختلفة من العالم.
فيما أوضح أن المبادرات المقترحة في رؤية التحديث الاقتصادي تسعى إلى تأهيل أصحاب الأعمال في عناصر الاستدامة مثل؛ ممارسات التصنيع الأخضر، والتجارة الخضراء، وكفاءة استخدام الطاقة، وتقليل تكاليف الإنتاج، وإعادة التدوير، مشيراً إلى أن الأدوات التمكينية الداعمة لهذه الرؤية بما يحفز القطاع الخاص على السعي لإنتاج مستدام.
وبين أن الأردن سعى للاستجابة لمتطلبات إنجاز الانتقال العادل نحو اقتصادات مستدامة وشاملة، والتدريب عالي الجودة، وحماية العمال، من خلال توطيد أركان اقتصاد شامل ومستدام، يرتكز على إطلاق إمكانيات المجتمع والقطاعات الاقتصادية المختلفة، وتوظيف الموارد المتاحة توظيفاً مستداماً، وتوفير البنى التحتية، والتشريعات والأنظمة الميسرة للإنتاج والتصدير، والجاذبة للاستثمار، وإقامة الشراكات الإقليمية والعالمية الداعمة للاقتصاد الوطني.
وشدد الشمالي على أن الاستدامة عنصر أساسي في الاقتصاد المستقبلي للمملكة، وأن الضمانة الأولى لذلك هي وجود عامل مؤهل مؤمن بدوره وقدراته ومتمتع بحقوقه، مشيراً إلى حرص الحكومة على توجيه برامج المؤسسات المعنية بالتدريب وبناء القدرات، بحيث تشمل ممارسات الاستدامة، مشيراً إلى تمتين استدامة الاقتصاد من خلال أدوات تمكينية أخرى، تتشارك مع رؤية التحديث الاقتصادي في توسيع قاعدة العمالة المؤهلة المستدامة، من خلال فرص عمل متزايدة تولدها استثمارات محلية وأجنبية في قطاعات صناعية وخدمية مختلفة.
العنوان الرئيسي للمؤتمر وهو (الانتقال العادل للاقتصاد المستدام)، والملفات الثلاث الرئيسية التي طرحت خلاله، مؤشرات مهمة وقوية على اهتمام العالم بالاقتصاد المستدام، وقد ساهمت جائحة كورونا في تسريع التركيز على هذه الأمور، خصوصاً مع تغير التوجهات العالمية فيما يخص خطط التواصل والتعاون بين الدول، حيث أظهرت الجائحة مدى ضعف القدرات الاقتصادية للعديد من الدول في مواجهة الأزمات والكوارث المختلفة.
كلمة الشمالي في المؤتمر بينت أن الأردن لديه خططه وبرامجه ورؤيته الخاصة، فيما يخص الملفات الثلاث الرئيسية التي طرحت في المؤتمر، وأظهرت مواكبة الأردن للتوجهات العالمية في هذا الخصوص، كما بينت أن التخطيط للاقتصاد المستدام هو محور أساسي في رؤية التحديث الاقتصادي التي وضعها الأردن، لنبقى على الدوام نسير نحو المستقبل المستدام في كافة القطاعات، خصوصاً أن الرؤية تتضمن مبادرات تستهدف بناء القدرات، وتشجيع الريادة والابتكار، واستقطاب الاستثمارات القائمة على حسن توظيف كفاءة وتميز الأردنيين.
"الرأي"