وكأنه كتب علينا أن نبقى مرابطين على هذه الأرض إنفاذاً للوعد الحق..

وكأنه كتب علينا أن نبقى واسطة عقد هذه الأمة التي ابتليت بمرجفين وجهلاء ودخلاء..

وكأنه كتب علينا أن نبقى نتنسم عطر الثبات على أرض الحشد..

أيها الأردنيون.. يا من ترسمون أرقى صور الفداء والتضحية من أجل البقاء يا من تدافعون عما تبقى من مواقف الشرف والكرامة، يا من تتكالب عليكم الأمم كما تتكالب الجياع على قصعتها ليثنوكم عن موقف العز وليجعلوكم تتراجعون عن رفضكم للظلم وعن رفضكم لبيع الضمير العربي وهضم حقوق إخوتنا وأبناء جلدتنا ليجعلوكم تائهين في صحراء القرارات المنافقة ومنبطحين تحت أسنة الكفر والظلال
وتحت قرارات الاسترخاء والاستخراء..

يأتي موسم أعيادك يا وطني وشعبك يتنفس كرامةً وعزاً وشهامة وما زلنا نقف في وجه كل المؤامرات..

ما زلنا نمارس عاداتنا في الكرم والفزعة وحب الجار وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف والوقوف إلى جانب الملهوف..

يأتي موسم أعيادك وما زلنا نجبر كسر المكروب وسنبقى فهذا يسير في دمنا عشنا عليه، ولن نركع ولن نقبل هضم الحقوق وسنبقى نغزل أدوار البطولة والأدوار الخالدة التي نرفض من خلالها تذويب الانسان الأردني ونرفض ألا نكون الا مع الحق ونرفض بيع الذمم ونبقى صامدين في وجه الريح بصدورنا العارية، لكن المليئة بالعزة والفخار والمفعمة بالكبرياء والعابقة بنسائم التوق الدائم لتحرير أرض العروبة السليبة ..

وحدنا نحن وأهل فلسطين ما زلنا على العهد ورغم قلة حيلتنا ما زلنا نقاتل المنافقين من أعرابنا بسيوف بقائنا وخناجر وجودنا وعصي شرفنا، وما زالت شمسنا واحدة تسطع على ضفتي نهر الأردن ونرفض قرارات الذل والخنوع وكأنه مفروضٌ علينا أن نبقى في وجه الريح
لوحدنا ليتحقق وعد الله لأهل هذه الأرض دون غيرهم ولتصدح مآذننا بقول الله أكبر فتمزق قلوب الذين تآمروا والذين باعوا ذمتهم فكانوا عند عد الرجال على هامش الحياة وبقينا نحن سادة القول وفرسان المواقف وعز الرجال..

كل عام وانتم بخير أبناء وطني في أردن الكرامة والشموخ..