قراءات ثقافية وسياسية تجسدت في عرس الحسين
د.محمد البدور
05-06-2023 12:28 PM
في مدوناته للفكر الملكي لم يكن عرس سمو ولي العهد الامير الحسين حفظه الله مجرد فرح وطني بزفاف عريس بل كان نمطا حضاريا واستعراضا ثقافيا وحدثا سياسيا عكس صورة مشرقة عن العلاقة الانسانية التي تجمع هذه الامة بقيادتها واللحمة العاطفية لطالما خرج الاردنيين على قلب رجل واحد ليشاركوا بالتعبير الفطري عن الفرح باي عريس في بيوتهم فكان العريس الحسين عريس كل بيت وكان فرحه فرحا وطنيا ستحمله ذاكرة الزمان وستدونه مذكراتنا اننا فرحنا معا ال البيت الاردني وآل البيت الهاشمي.
ماذا تعني هذه الفرحة الوطنية العارمة التي عمت الوطن بأسره ؟
حقيقة هذا موقف سياسي شعبي عفوي تحدث فيه الاردنيين لكل المتابعين لمسيرة الاردن من كل اطياف المجتمع الدولي مفاده ان جلالة الملك عبد الله ملك وانسان وقائد حكيم ارتقى بخلقه الملكي السامي لأن يكون ملك للقلوب لأبناء شعبه وهذه مرتبة الملوك العظماء لا ينالها الا القادة الحكماء.
ومن هنا فقد فاجأت هذه الهبة الشعبية بالتفافها حول ملكها كل الواهمين أنّ مسيرتنا اعتراها بعض الفتور والرضى فيما بيننا.
يليق بجلالة الملك أن يقف اليوم وكما هو دائما ليتقدم بهذا الشعب العظيم إلى محافل الأمم ليقول هذا شعبي وقد رأيتم وقفته بالعز معي وهذا ماكان قد قاله في يوم ما ـن ورائي شعبي عظيم.
نعم في فرح الحسين كانت القراءة السياسية واضحة ومفهومة لكل الناظرين لمسيرتنا ان اللحمة واللمة مابين القائد والشعب ستظل مضربا للمثل أمام العالم ومنصة ارتكاز سياسية قوية لجلالة الملك تسانده في منابر القرار الدولي لطالما أن وراء جلالته شعب عظيم ويلتف من حوله في كل مواقفه المشرفة في الدفاع عن الحق العربي والانساني للشعوب ٠
في عرس الحسين تجلى الرقي الحضاري لهذا الوطن كما تجلت الأسرة الملكية بعراقة التقاليد وثقافة المهد العربي الاصيل ونحن شاهدنا كيف كان الملك الأب والملكة الأم والأشقاء الأمراء أهل عريس من الكرم والبساطة والتواضع وإكرام الضيوف والمحافظة على الحشمة العربية والاصول التاريخية لتراث أمتنا العريق.
في عرس الحسين جاء الإبداع الاردني مبهراً في التنظيم والأناقة واللياقة وحسن الترتيب وجمال هذه الامة بوطنها الاردن الزاهر والسائر على درب البناء والنماء والانجاز ٠
في عرس الحسين ظهرت ثروتنا الوطنية اننا نملك "الانسان والانجاز ومن حولنا ملك عظيم"