facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نفرح بالحسين .. توسيع الزوايا وطرح الأسئلة الواجبة


عمر كلاب
04-06-2023 09:57 PM

لا شيء يغري بالنجاح اكثر من النجاح نفسه, وما قدمه الأردنيون في فرح الحسين, يستأهل التوقف عنده مرات ومرات, ليس من بوابة التبجيل المستحق لكفاءات اردنية رسمت لوحات في غاية الجمال والوفاء, بل من بوابة الاسئلة الواجبة, حسب امتحانات الثانوية العامة, وامتحانات التخصص, فلا يوجد اسئلة اختيارية اليوم مثل اجب عن سؤالين من ثلاثة, بل كلها واجبة الاجابة, وابدأ بالسؤال الاول, كيف لدولة تمتلك كل هذه المواهب والكفاءات ولا تنافس عربيا واقليميا, في كل المجالات؟ ولا يعيش شعبها حياة لائقة بخدمات يستحقها, فإذا كنا نمتلك هذه القدرة على تحقيق ارقى اشكال التناغم في العمل بين امانة عمان ومديرية الامن العام, بهذه الكفاءة, فلماذا يعيش الأردنيون كل هذه الساعات من الضغط النفسي في الشوارع وسط ازمات خانقة, وشوارع اقرب الى الكعكة المغموسة بالشاي, وما يرافقها من ترهلات واعوجاجات وتكسرات؟

واذا كانت وزارة الثقافة قادرة على نثر هذا الفرح والموسيقى والكلمات, فلماذا نعيش كل صباح حرب الاغنية, ولماذا لا تحترم مؤسساتنا الكبرى مواهبنا, وتدعم على الاقل كل مؤسسة كاتب او موسيقي او مطرب لتقديم عمل راقٍ, فيصبح لدينا كل سنة خمسين عملا على الاقل, يعيدنا الى واجهة الثقافة والفنون, بوصفها احد ابرز ادوات القوة الناعمة, وايضا اذا كنا نملك هذه القدرة على الاداء المتناغم, فلماذا لا نشهد هذا التناغم قطاعيا, في قطاع الزراعة والمياه والعمل والنقل وسائر القطاعات, فمنذ ان تردى التعليم في بلدنا ونحن نشهد تراجعا في الادارة عمره يفوق الثلاثين عاما, ولا يمكن حله بكبسة زر, ولكن يمكن البدء في حلحلة مفاصله كي تبدا السير.

ويبقى سؤال الاعلام مفتوحا على هيئة جرح, فهل معقول ان البلد الذي قام بتصدير كفاءات اعلامية الى كل اصقاع الدنيا والى كل الاعلام الخارجي الناجح, يتعرقل في تغطية حدث يجري الاستعداد له منذ فترة ليست بالقصيرة, وكيف يمكن فهم النجاح النسبي الذي حققته كل شاشة على حدة, والعجز الكامل عندما توحد البث, فالاعداد ضعيف والمعلومة شحيحة والمعرفة شبه مفقودة, فمن توصيف سيارات زوجة الرئيس الامريكي بانه موكب الامير, الى فخامة زوجة الرئيس , الى الفحيح الممل عن العرس الذي تجاوز العالمية, دون الالتفات والتركيز الواجب على نخوة الشارع الاردني لدعوة مليكه بالاحتفال بعرس ولي عهده, وحجم الرصيد الشعبي للملك وللعرش وللدولة, وحتى الضيوف كانوا على سوية لا تليق بالحدث, مما يؤكد بأن الزبائنية والمحاصصة البغيضة ما زالت تتحكم بالموقف, وهنا استحضر ذاكرة اللجنة التي تشكلت لوضع اصبعها على اوجاع الاعلام, ويومها كان المقترح الاكثر ضرورة, هو ايجاد غرفة اعلام موحدة من الديوان والدائرة والحكومة, ترسم السياسة دون تضارب بين تلك الجهات او استقواء, ثم يقوم المهنيون بتنفيذها وفق منهج مهني وليس تعبوي, لكن التجربة ذُبحت يوم استقبال الملك لاعضاء اللجنة.

وهنا لا بد من الاشارة الى غياب اعلام الديوان الملكي, الذي اشك انه اجرى بروفة واحدة مع الاعلامين الذين سيتصدرون الشاشات, فهو انشغل بالزبائنية, ولا اظنه وفر قاعدة معلومات للمذيعين او على الاقل وضع تحت تصرفهم احد كوادر التشريفات الملكية ليخبرهم باسم الضيف الواصل او القادم, وهذا يحتاج الى جهاز " اير بيس صغير" ولكنه يحتاج اكثر الى عقل مهني وليس الى عقل زبائني, وهنا لا بد من الاشارة الى الدور المفرح الذي قامت به الشاشة الاردنية, التي تحظى كل ساعة بهجوم كاسح وانتقادات لا تمت الى المهنية, مع الاحترام طبعا للنقد المهني, رغم ضعف البث المشترك, الا انها كانت الشاشة الافضل.

السؤال الثالث والاخير, اذا كنا نملك كل هذه العين الجميلة التي صنعت جمالية حفل الحسينية وديكورها, وبهاء وليمة العرس التي اقامها الملك, واستثنائية حفل الحناء الذي اقامته الملكة, فلماذا لا تستثمر مؤسساتنا الخدمية في امانة عمان ووزارة الاشغال ووزارة الادارة المحلية, تلك الكفاءات لتجميل الاحياء, وكسر نمط القبح عن احياء كثيرة, فالديكورات المستخدمة في العرس بسيطة وكانت عظمتها في بساطتها وروحها الاردنية, وهنا لا بد من توجيه النقد لمدير مركز التوثيق الهاشمي وعميد كلية الاداب في الجامعة الاردنية الذي افرد في لقاء متلفز ثقافة " القرا" الذي هو طعام للضيف وليس طعام للعرس الذي اسمه وليمة, فنحن كنا أصحاب عرس يا صديقي ولسنا ضيوفا وللاسف لم تنتبه التشريفات الملكية لذلك ولا فُصحاء الاعلام والديوان.

نفرح بالحسين وله ومعه, لكنها اسئلة واجبة الطرح, فالفرح يليق بنا, والنجاح ايضا والخدمة الكريمة, فالفرج حمل ايجابيات عظيمة ليس اولها نخوة الأردنيون وفزعتهم لملكهم ولولي عهدهم ولوطنهم, في رسالة للصديق وللعدو, فالصديق وصلته الرسالة بان رهانه واحترامه وتقديره للنظام الهاشمي وعميده رهان دقيق وناجح, والرسالة الاقسى للعدو بان اي تفكير بالعبث في الاردن والعلاقة بين الشعب والعرش علاقة ستحرق ايدي من يعبث بها قبل بترها.

رسالة أخيرة لفائدة مفرحة, للملكة رانيا التي كانت توصف ومكتبها بأحد مراكز القوى, فقد كانت ابرز الرابحين, باننا رأينا الام التي ترتدي تاج الملكة, فحُسن تربية الابناء مع حفظ كريم القابهم, كان رسالة واضحة وبهية لكل اردني, من نبل الحسين الامير ولغة تعامله مع الناس, الى ادب هاشم وهو يسير بشقيقته زوجة أخيه, الى صورة ايمان وسلمي, واحدة تمسك "مسكة العروس", الثانية تنحني طويلا ومرارا لتوظيف فستان زفاف رجوة الخير, وكل هذا كان بريئا وعفويا, بمعنى انه نتاج تربية منزلية, وجميعنا يعلم ان الام هي من تُربي, فكانت صورة الام التي تدمع وتربي وتفرح وتضحك, هي الصورة الامثل لملكة جار عليها كثيرون, لكن الإجابة كانت صارمة للجميع, فالأبناء مثالا للتربية الجميلة الحسنة وهم سرّ الوالدين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :