نشرت صحيفة -نيويورك بوست- خبراً موجزاً حول تأخير مدرسة ثانوية حفل تخريج طلبتها لهذا العام، الأمر الذي أدّى إلى عدم ارتياح ثلة من أولياء أمور الطلبة، وكان السبب مفاجأة إدارة المدرسة بنسبة الطلبة الراسبين في الامتحانات النهائية والتي كانت -95%-.
وبالفضول التربوي، رجعت إلى موقع تلك المدرسة لمعرفة مدى أهمية هذا الخبر، لأكتشف بدوري أن نسبة كبيرة من طلبة المدرسة لم ينتظموا في التمدرس، ولم تتابع الإدارة المدرسية حالات الغياب، وبالتالي لم تكن هناك معالجة لتلك المشكلة في حينها.
أما أولياء أمور الطلبة الناجحين، ونسبتهم-5%- فلم يتقبلوا القرار باعتباره إجحافاً بحق أبنائهم الناجحين الذين جدّوا واجتهدوا، ومن حقهم أن تحتفل المدرسة بنجاحهم، وإقامة حفل التخريج لهم، وأن حرمانهم يعتبر عقوبة جماعية لأبنائهم لأن الآخرين رسبوا أو فشلوا.!..
إزاء هذه المشكلة، وجدت الإدارة المدرسية أنها تتحمل مسؤولية هذه النتائج، فلم تقمْ بدورها الإداري التربوي في متابعة شؤون الطلبة من جهة، وفي متابعة أداء المعلمين التعليمي من جهة أخرى.
وبعد التعرّف على ظروف الطلبة الفاشلين، والذين كانوا يعانون من ظروف اجتماعية وأسرية، فقد قررت إعداد برنامج علاجي قوامه تحسين الظروف المدرسية لتكون جاذبة للطلبة، وتهيئة الفعاليات التعليمية- التعلّمية لإيجاد الدافعية لديهم نحو التعلّم، ووضع برنامج تدريسي مكثف لمدة ستة أسابيع كبرنامج تعْويضي لتمكينهم من إعادة امتحاناتهم النهاية.
وقد يبرز السؤال: كيف يحدث ذلك في المدرسة؟ ويمكن القول، إن غياب المساءلة والشعور بالمسؤولية في المجال التعليمي قد يؤدي إلى ما هو أسوأ من ذلك، والغريب في هذه الحالة هو غياب دور الأسرة في متابعة أداء أبنائهم وتحصيلهم الدراسي، ومن المعروف أن اهتمام الأسرة الأمريكية بمتابعة الأداء المدرسي يبلغ مستوى عالياً: فُمجالس الآباء والأمهات تعتبر من مقوّمات النظام التعليمي الأمريكي.
أسوق هذه المشكلة كنموذج قد يحدث في مدارسنا، ولكن بصورة أقلّ من ذلك، ولكن تحمّل المسؤولية لدى تلك المدرسة، إدارة ومعلمين، يعتبر سلوكاً تربوياً فعّالاً.