ما اشبه اليوم بالأمس، الأمس البعيد منذ ما يقارب النصف قرن عندما انشدت المطربة الرائعة فايزة احمد مغناتها الساحرة ليلة قرشية من كلمات شاعر الأردن الكبير حيدر محمود، والتي كان مطلعها آنذاك تزهو بعباءات الفرح الأخضر و الشالالت الوردية وتكمل بكلمات عذبة يا هاشم يا قمر الصحراء و سيدها زيَن بحضورك ليلتنا و احملنا فوق الأجنحة البدوية .
أجل فلقد حملتنا الأيام الماضية فوق أجنحة الفرح والغبطة بزواج ولي العهد الأمين أميرنا المحبوب الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله، لعدة أيام عايشنا البهجة والفرح الأردني الهاشمي الأصيل بكل تفاصيله حيث ارتدت مملكتنا الحبيبة عباءة الفرح من شمالها لجنوبها مرورا بالوسط وانتهاء بشرقها وغربها، فرح إستثنائي شاركت فيه المدن والبوادي المخيمات القرى والأرياف وحظي بمتابعة عربية وعالمية لهذا الفرح الذي يليق بأمير هاشمي شاب، نتوسم فيه الخير والأمل كيف لا وهو ابن الملك المعزز وحفيد الملك الحسين رحمه الله باني نهضة الأردن الحديث .
فما أعمق الشبه بين أميرنا الهاشمي بجده الحسين طيب الله ثراه، الملامح هي ذاتها تفيض بالسكينة والسلام، المحبة والعطاء لابناء شعبه بتواصله المستمر معهم وتلمس احتياجاتهم ومشاركته لهم افراحهم واحزانهم، ودعوته لهم لمشاركته حفل زواجه من رفيقة دربه الأميرة رجوة ما هو الا دليل على العلاقة الفريدة التي تربطه بابناء هذا الوطن الذي أحب القيادة الهاشمية التي كانت دوما صمام أمان لهذا الوطن الذي أنعم الله عليه ولله الحمد بالإستقرار والسلام في محيط ملتهب ومضطرب، حتى أصبح ملجأً لكل من ينشد الأمن والأمان.
فارسنا الهاشمي كم كانت فرحتنا كبيرة ونحن نستمع لكلمة جلالة مليكنا المفدى عبدالله ابن الحسين في مضارب الهاشميين حين أهداك السيف الهاشمي بكلمات مؤثرة عميقة كلمات القائد الفذ الممزوجة بفرحة أبوية حينما قال (بهاي المناسبة يا حسين بهديك هذا السيف الهاشمي رمزاً للعدل والدفاع عن الوطن) والذي تقلدته سموك بشموخ ومهابة فارس عربيَ القامة قرشي الحدَ.
مليكنا المعزز كلماتك ما كانت الا تجسيداَ لوصية المغفور له الملك المؤسس حينما قال:" تركت لكم الأردن أمانة في اعناقكم فحافظوا عليه" فديناه بالارواح والأموال والرجال، فبرغم كل التحديات والصعوبات التي واجهت الوطن ما زادتك الا صلابة وقوة في الدفاع عن أرض الأردن المقدسة ضد كل حاقد ومتآمر على وحدة هذا الوطن واكمال مسيرة البناء بكل عزم وقوة يساندك في هذا الاصرار والعزم شعبك الوفي المحب لوطنه وقيادته الهاشمية، لذا من حقنا أن نفخر ونعتز بك سيدي ونفرح لفرحك وفرح أم الحسين ملكتنا الغالية.
نفرح بالحسين الغالي نفرح بفارس بني هاشم، الذي كلما نظرنا الى ملامحه نلمح وجه الحسين ذات الوجه بكل ملامحه الحية، ولتظل عمان تلبس عباءتها وتزهو بالفرح الذي يليق بها .