facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الاستثمار الجريء في شركات المستقبل


م. حمزة العلياني الحجايا
04-06-2023 01:57 AM

شركات رأس المال الجريء (Venture Capital)، تلعب دورا مهما في الاستثمار في الشركات الناشئة، التي تعتبر عالية المخاطر وتحتاج إلى تمويل للنمو والتوسع، ويتم جمع أموالها من المستثمرين الذين يبحثون عن “عوائد عالية” لزيادة ثروتهم، أو صناديق استثمارية، بنكية أو سيادية، حيث يُعد رأس المال الجريء إحدى أهم الأدوات التي تساهم في دعم النمو الاقتصادي وبالتالي جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الأردن وتوطين الصناعة والتقنية وخلق الوظائف للأردنيين.

وحسب تقرير شركة “Bain & Company” الأميركية، فإن صناديق رأس المال الجريء تقف الآن عند مستويات قياسية عند 586 مليار دولار في 2022، مقارنة بـ2017 الذي كان 396 مليار دولار.

وشهدت شركات البرمجيات الأميركية أكبر استثمار جريء في 2022، حيث جمع 90 مليار دولار.

وتلى ذلك صناعة المنتجات والخدمات التجارية، وتم استثمار 37 مليار دولار فيها، ومن ثم صناعة الأدوية والتقنية الحيوية، حيث تم استثمار 31.3 مليار دولار.

شركات الطاقة شهدت أيضا زيادة في تمويل الاستثمار الجريء للشركات الناشئة في هذه الصناعة، حيث سجل الاستثمار الجريء أكثر من 20 مليار دولار، وتعزى أسباب اهتمام الاستثمار الجريء في شركات الطاقة الناشئة إلى أن صناعة الطاقة ضخمة، حيث تصل قيمة صناعة الطاقة العالمية إلى ستة تريليونات دولار، ومن المتوقع أن تقفز إلى ثمانية تريليونات دولار بحلول 2030، وهذا يمثل فرصة كبيرة للشركات الناشئة التي يمكنها الاستفادة من هذه السوق. خصوصا أن صناعة الطاقة تمر بمرحلة انتقالية كبيرة من خلال مصادر الطاقة المتجددة وابتكارات الحياد الكربوني والتزامات تغير المناخ، وهذا التحول يمنح فرصا كثيرة للشركات الناشئة التي تعمل على حلول للطاقة النظيفة.

ولأن صناعة الطاقة اقتحمت العالم الرقمي، فقد أدى ذلك إلى تغير وتسارع وتيرة الطريقة التي تعمل بها صناعة الطاقة، ونقلة كبيرة للشركات الناشئة التي تطور تقنيات رقمية جديدة. حيث يتم تصميم محطات الطاقة الجديدة رقميا، ما يضمن كفاءة خدماتها وتوافرها العالي، بالإضافة لتطوير الاقتصاد الدائري، وعلوم المواد، وسلسلة الإمداد، وقد تستخدم تقنية التوأمة الرقمية Digital twin في المساعدة بالنمذجة والتنبؤ واختبار الأداء الأمثل، سواء لقطاع الإنتاج والنقل والتوزيع وصولا إلى العملاء.

شهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموا في الاستثمارات الجريئة بلغت 3.43 مليار دولار خلال عام 2022 عبر 630 صفقة، وكانت أكبر الجولات التمويلية من نصيب شركات للطاقة المتجددة بـ 400 مليون دولار. لكن شهد الربع الأول من هذا العام تراجعا في تمويل الشركات الناشئة عالمياً بأكثر من النصف على أساس سنوي إلى 76 مليار دولار، تشمل استثمار 10 مليارات دولار في OpenAI من مايكروسوفت، وشركة Stripe بنحو 6.5 مليار دولار، متأثرة بالقطاع المصرفي وأسواق الأسهم، أما الشركات الناشئة في المنطقة فما زالت لديها ثقة بالمستقبل قبل الواقع المالي الذي يعيشه العالم، على الرغم من التراجع بنسبة 20 % في الاستثمارات المغامرة في الربع الأول إلى 824 مليون دولار.

الأردن كان يحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط في قطاع الريادة بسبب القدرات الشبابية في مجال التكنولوجيا والأعمال، لكنها تراجعت هذه المرتبة في السنوات الأخيرة نتيجة المنافسة حسب تقرير MAGNiTT، فالعالم يهتم اليوم كثيراً بشركات رأس المال المخاطر لأسباب منها تنويع الاستثمارات بين المتحفظة والمخاطرة والمختلطة، والسبق في الاستثمار بمجال قطاع التكنولوجيا الجديدة، التي تعتبر مستقبل الاقتصاد العالمي، حيث أن شركات التكنولوجيا الجديدة تبدأ واعدة وتؤول لاحقاً إلى شركات قوية وكبيرة، خصوصاً شركات الذكاء الاصطناعي والطاقة، والمياه، والغذاء، والسيارات الكهربائية، وتقنية المعلومات.

الأردن يمتلك أهم مقومات النجاح في الاستثمار الجريء والذكاء الاصطناعي ضمن قطاع ريادة الأعمال، حيث تعتبر الكوادر الوطنية المؤهلة والمتخصصة جوهر ريادة الأعمال، وبالتالي تتطلب هذه الكفاءات بيئة تشجيعية للابتكار والتجديد، وتعزيز ثقافة الاستثمار والمخاطرة، وتوفير دعم فني وتقني للمشاريع الناشئة، بالإضافة إلى وجود شراكات حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وهنا يُسجلّ للصندوق الأردني للريادة الدور الكبير في التحفيز والتكامل مع باقي الصناديق الاستثمارية.

إن للشركات الكبرى تأثيرا عميقا في حجم تمويل الاستثمار الجريء الذي تتلقاه الشركات الناشئة، حيث يجب وضع الابتكار على سلم أولوياتها، كذلك يجب أن تلعب الجامعات والبحث العلمي، وأيضا للمدارس دور أكبر في توفير نظام بيئي مزدهر يغذي الابتكار ويعزز التعاون، ويوفر الموارد اللازمة لرواد الأعمال لتحقيق النجاح الذي يصبون إليه، لتكون بوابة الابتكار لحلول المشاكل الاقتصادية، وتقديم دراسات لمشاريع وجعلها أكثر تنافسية، والتي ممكن أن تكون شركات مستقبلية عملاقة، والذي تحتاجه المملكة والمنطقة في سبيل التصدي لتحدي البطالة المتنامي وانخفاض معدلات الدخل والضغوطات المجتمعية الناجمة عن ذلك.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :