جلالة الملك ومنظومة العمل العربي المشترك
محمد علي الزعبي
03-06-2023 08:23 PM
في ظل الظروف الحالية للاقطار العربية وذلك الجفاء السياسي والاقتصادي، الذي يخيم عليها نتيجة الاختراقات الدولية والاقليمية لبعض الدول العربية، ومحاولة تلك الدول فكفكة النسيج العربي، فجلالة الملك عبدالله الثاني عارض الفرضية المتمثلة بان اهمية الدول العربية مرتبطة بمصالح خارجية، تجعلها اما نقطة لقاء او عراك، وان المنطقة دائماً تستجيب للاحداث العالمية وانعكاسات تلك الازمات واثارها على المنطقة والاقليم، والتي ادت سياسياً الى زعزعة الثقة العربية العربية، وتفكك في النسيج العربي الداخلي، ونزاعات مبطنة المت بالمنظومة العربية.
جلالة الملك في خطابيه في مؤتمر الجزائر وفي مؤتمر جدة، وضع سبل جديدة للدول العربية في معالجة الواقع العربي من خلال تبني اجندتها الخاصة بها لخدمة مجتمعاتها الفتية، التي من حقها ان ترى فسحة امل لتحقيق طموحاتها التي أحبطت بسبب حالة عدم الاستقرار في المنطقة، والتعقيدات البيروقراطية التي توضع في طريقها.
واطروحات جلالة الملك حول تفاقم مشكلة الانقسام، بالرجوع الى جامعة الدول العربية، ضمن سياسات عربية عربية تكون منفذ حقيقي للاستقرار في المنطقة، والتعاون في النهوض في الاقتصاد من خلال الشراكة الحقيقية والمرجوة من التقارب الاقتصادي والسياسي العربي، ضمن خارطة طريق بناءة بعيداً عن ما يحاك من نظريات حول السياسة والاقتصاد هنا وهناك، والبعيدين كل البعد عن واقع الصعوبات الحياتية التي يواجهها المواطن في الدول العربية المستوردة للنفط والمتمثلة بالبطالة المرتفعة، وانخفاض القيمة الشرائية وتدني مستوى الخدمات العامة.
إشارات ملكية واضحة في لملمت الجرح العربي، وأن تكون النظرة عربية عربية، في خدمة المجتمع والتنمية المستدامة للمجتمعات العربية، وتعزيز الشراكات وتقويتها واستمراريتها واستدامتها ضمن أسس عربية موحدة، فهل تنتهج الدول العربية الفكر الهاشمي؟ واتخاذه خارطة طريق جديدة في تخطي الصعوبات والعقبات والاخطاء السابقة السياسية والاقتصادية والاستثمارية، بمنهجية واقعية ضمن الرؤى الملكية.