يزهر حزيران.. لتعم الديار أهازيج الفرح.. وتصدح في سمائنا فوق كل الغمام ضحكات القلوب قبل الوجوه برسو قافلة عبر مسيرتها نثرت السعادة فوق كل ذرة من تراب الوطن .. فدخلت عقر كل دار بنفحات من الابتهاج الذي ترنو له الأرواح منذ أمد بزفاف الأمير الهاشمي العربي الأصيل فارس من فرسان بني هاشم الناهج لخطى مسيرة آباءه بحمل أمانات أجداده .. ابن الوطن البار وولي عهد الأب الحاني جلالة الملك عبد الله الثاني حفظهم الله و رعاهم أجمعين.
((حسين ابنكم و أنتم أهله و هذا عرسكم)) جلالة الملكة رانيا العبدالله. نعم هو الابن الحبيب لكل عاشق لهذا البلد المعطاء و قيادته الهاشمية الأبية لذا ما كان من الأهل و الأحبة إلا أن يعبروا عن مشاعرهم الصادقة الجياشة بإقامة شتى مظاهر الاحتفالات في جميع مناطق المملكة الأردنية الهاشمية على كافة المستويات الرسمية و الشعبية و حتى التطوعية بتنفيذ العديد من المبادرات الخيرية و الانسانية تحت شعار (نفرح بالحسين) و تألقت العشائر الأردنية كعادتها من شمالها لجنوبها بتشريع مضاربها كجزء لا يتجزأ من العرس الوطني متغنيين بعاداتنا و تقاليدنا الأصيلة المتأصلة الممتدة من تراثنا الأردني العريق (أول القول ذكر الله و الشياطين نخزيها .. دق الفنجان بالدلة و للمعازيب و اسقيها).
و كما أراد صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أن يكون حفل زفافه بمشاركة أردنية فاعلة -معززاً بذلك أننا جميعنا أسرته الكبيرة الممتدة و أنه منا و لنا قولاً و فعلاً- تصدرت المشاهد التي يزهو بها القلب طربًا برؤية سموه محتفلاً بهذه المناسبة الميمونة مع رفقاء السلاح كتفاً بكتف عضداً بعضد نشامى الوطن و جنوده في الشدة و الرخاء معاً. كما أنه لم يتوانى عن أن يحقق أمنية سيدة أردنية و يلبي دعوتها فيزورها و عائلتها في بيتها لتستقبله بحفل حناء غمرنا جميعا بمشاعر الدفء و الحنان المتجذر في أرواح و أفئدة جداتنا الأصايل. ليعبر سموه عن ذلك قائلاً: "من أمهاتنا وجدّاتنا الطيبات نستمد البركة ومن حكمتهن وبرضاهن نستنير في دروب الحياة. شكرا للخالات اللواتي استقبلنني في إربد وزينَّ كتفيّ بشماغنا المهدب وأدخلن الفرحة على قلبي بأهازيجنا الأردنية الجميلة الأصيلة".
كما أن حنة العروس التي أقامتها جلالة الملكة رانيا العبدالله ضمت مدعوين من كافة أطياف المجتمع الأردني و فئاته ليشاركوا فرحة الأم الرؤوم بزواج ابنها البكر و استقبال عروسه الخلابة بحفل تمازج فيه تألق نجمة السبع المثاني و ظلال نخل الجزيرة العربية .. مصاهرة للتراث الأردني و السعودي المتآلف منذ القدم ..(طيبات الأصل حنا خذينا و من بلد لبلد حنا مشينا و بنت شيخ العرب حنا خذينا و حنا مشينا و بنت سبع جدود حنا خذينا) … لتكون دموع الفرح حاضرة ممزوجة بالغبطة أثناء كلمات جلالتها العفوية (رجوة هي أحلى رجا مني لرب العالمين لحسين) .. رجوة الحسين سليلة العشائر العربية العريقة الأصيلة عروس ولي عهدنا الأمير الفارس الهاشمي الأمين (أراك فتحلو لدي الحياة).
الفرح الأردني جسد واقعاً أردنياً مستمداً من إرث حضارتنا العريقة فهاهو عريس الأردن و فارسها يلبس الثوب الأردني العربي بشماغه الأحمر المهدب و يسير محفوفاً بأهازيج الشبيبة من حوله داخلاً مضارب بني هاشم العامرة بالخير دوماً نحو الأب القائد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي قال بنظراته ما لم تقله الكلمات من مشاعر جياشة بزفاف نجله الأكبر سمو الأمير الحسين حفظهم الله و رعاهم. لتأتي بعد ذلك كلمات سيدنا الدافقة بالوصية الأبوية لولي عهده (أنه ضل مخافة الله بين عيونه) -فهذا هو عهد بني هاشم و ميثاقهم الغليظ دائماً و أبداً-؛ لتتوج بعدها تلك اللحظات المفعمة بكل الحب و الفخر باهداء جلالته لولي عهده الأمين السيف الهاشمي رمز العدل و الدفاع عن الوطن. ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم).
لقد امتدت قافلة الفرح الأردني خلال مسيرتها لتغرد بأسرابها المتطايرة خارج حدود الوطن الأعز فالهاشميون بانتمائهم العربي المشهود له بفخر عبر التاريخ و حضورهم بالغ الأثر في المحافل الدولية و الدبلوماسية الذي منح للمملكة الأردنية الهاشمية المكانة المرموقة و الدور الفاعل المشار له دوماً بالبنان؛ جعل من فرحتنا بزفاف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأردني فرحة عربية دولية تغنى فيها القاصي و الداني سواءًا على وسائل الاعلام المختلفة أو على منصات التواصل الاجتماعي فانهالت التهاني و التبريكات بمختلف الصور و الأشكال و تناقلت المحطات الاخبارية مقتطفات متعددة من مظاهر الفرح و الاحتفالات الأردنية و العربية بهذه المناسبة المباركة بجانب تغطية الاحتفال الأكبر الذي أقيم الأول من حزيران بحضور و مشاركة قادة و رؤساء و وفود العديد من الدول الأجنبية و العربية بالإضافة للشخصيات العالمية و الإقليمية التي توافدت للمملكة الأردنية الهاشمية لمشاركة شعبنا في عرس الوطن العظيم.
في الآونة الأخيرة عشنا سوياً في ديارنا أفراحٌ عدة ابتهجت لها الأنفس و القلوب الصافية بشفافية مطلقة بدءاً بزفاف سمو الأميرة الحبيبة ايمان إلى ذلك الحضن الأبوي المليء بالحب و الأمان من سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني للأميرة الغالية سلمى في حفل تخرجها الجامعي ليليه بعد ذلك حفل تخرج سمو الأمير هاشم من المرحلة الثانوية بحضور العائلة الهاشمية و وصولاً إلى احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية قاطبةً بزفاف ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني على الآنسة رجوة آل سيف لتصبح بعد عقد القرآن بإرادة ملكية سامية صاحبة السمو الملكي الأميرة رجوة الحسين بارك الله لهما و بارك عليهما و جمع بينها بخير دائماً و أبداً.
إنه عام أغثنا فيه بالفرح .. و تجسدت فيه روح الوحدة الوطنية الأردنية يداً بيد قلباً و قالباً خلف قيادتها الهاشمية الأبية حباً و طواعيةً في كل الظروف فنحن بنيان مرصوص نشد أزر بعضنا بعضاً متماسكين عشقاً للوطن و قيادته الحكيمة أبد الدهر و ستبقى رايتنا مهما طال الزمن .. الله .. الوطن .. المليك تحت الراية الهاشمية بكل إباءٍ عز و مجد. و الله دوماً من وراء القصد