من منظور علم النفس، يعتبر التواضع سمة شخصية مهمة تنطوي على الخصائص الداخلية الايجابية للشخص، مثل الإدراك الذاتي المعتدل، وانخفاض التمركز حول الذات مع الميول العالية المؤيدة للمجتمع، وأكثر بعدا عن التباهي والتعالي والتكبر.

تصرف سمو الأميرتين (ايمان وسلمى) في حفل زفاف اخيهما ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله، واهتمامها بمظهر فستان حفل الزفاف ودعم سمو الأميرة رجوة الحسين في هذه اللحظات المفعمة بالمشاعر، عكس فضيلة التواضع وكيفية تطوير تربية الأفراد للهوية الذاتية. وعكس طريقة انسانية لإدارة خلق الانطباع العفوي والإيجابي لمجتمعنا الأردني عند الاخرين. وعزز مدى الصحة النفسية والراحة الداخلية اللتان تتمتعان بها.

إن التواضع يعتبر معيارا اجتماعيا مهما في ثقافات الشعوب والعقليات المتحضرة، والامتثال لمعيار التواضع يجعل الأشخاص يشعرون بالرضا عن أنفسهم مما يؤدي إلى مستوى عال من احترام الذات لأنفسهم وللآخرين. لقد شكل تصرف الأميرتين الأردنيتين (ايمان وسلمى) مثالا ظهر فيه الذكاء العاطفي الذي كان وسيطا مستقلا بين التواضع والكبرياء الملوكي وعكس استراتيجية عقلية وعاطفية فطرية مهمة جذبت عقول المشاهدين والناظرين للموقف في كل مكان في العالم.

إن التواضع، هو قوة شخصية وفضيلة تدافع عنها جميع النظريات، ونحن ندافع عنها في مجتمعنا الأردني ونفخر كأردنيات بالصورة التي قدمتاها الأميرتان عن مجتمعنا وثقافتنا وعاداتنا، فالتواضع معيار مهم من معايير القيادة والشخصية الفعالة المتزنة.

تقول نظرية الشخصية العظيمة للقيادة أن القادة سواء كانوا ذكورا أم إناثا هم أشخاص لديهم سمات وخصائص شخصية مثل المثابرة والطموح والدافع والمبادرة والتواضع، فهم لا يبذلون مجهودا لأن يكونوا متواضعين، فالتواضع سمة ليست سهلة بل تحتاج إلى كيان انساني عظيم.

raniareena@yahoo.com