زفاف ولي العهد كان ملكيا بامتياز
الدكتور منجد فريد القطب
03-06-2023 01:47 PM
يوم سيبقى محفورا في ذاكرة الأردن والعالم لعقود طويلة عكس صورة بهية ومشرقة عن الأردن
لطالما امتاز الأردن رغم صغر حجمه بمكانة إقليمية و دولية كبيرة كلاعب إقليمي عرف بالاعتدال و الوسطية و إبراز تعاليم الدين الإسلامي الحنيف و التسامح و التعايش السلمي و التآخي و الوئام بين الأديان و إغاثة الملهوفين من دول الجوار
ولطالما امتاز الأردن بترتيبات البروتوكولات و النواحي اللوجستية و الأمنية و تحديداً الأمن الناعم بالتعامل مع المواطنين بمفهوم الأسرة الهاشمية الواحدة و قد لاحظنا ذلك أمس من خلال مرور الموكب الملكي في الشوارع و ترحيب المواطنين العفوي و بدون تزاحم أو إعاقة مرور الموكب و أيضاً محاولة بهية لإظهار تنوع الأردن الجغرافي من التراث و الفولكلور ليكون احتفالاً عربياً أردنيا و قبل كل شيء هاشميا بامتياز
ولم يكن هذا لولا حنكة جلالة الملكة رانيا العبد الله التي كرست مفهوم المواطن العادي كونها تنحدر من أسرة عادية و باتت تجسد صورة المرأة العربية الحضارية في الغرب و تعنى بأمور التعليم و الشباب و التكنولوجيا وحقوق المرأة و الفئات المستضعفة من اللاجئين سواء في الأردن أو في دول العالم كالروهينغا في مخيمات اللجوء في بنغلاديش و السوريين ممن تقطعت بهم سبل العيش نتيجة الحرب الطاحنة في سوريا
الأردن صمام الأمان و الإستقرار و الأمن في الإقليم و العالم و سعى إلى عودة سورية لتتابع دورها العربي الحضاري الأصيل في الجامعة العربية و يسعى إلى رفع العقوبات الإقتصادية عليها خدمة للأشقاء السوريين
هذا لا يعني بأن الأردن لا يعاني من معضلات مستشرية كالبطالة بين الشباب و الفقر و العوز و حوادث السير الكارثية المؤلمة آفة المخدرات التي باتت تفتك بنسيج المجتمع الأردني و من الفساد بملاحظة أن الأردن كدولة ليس فاسد، بل هناك بعض المتسلقين هم الفاسدين
الآن وقت العمل و البناء على التلاحم بين الحكم الهاشمي و الشعب بمختلف أطيافه الإجتماعية و الشعب العربي كما ظهرت أمس
الدكتور منجد فريد القطب