facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في وداع علي الفزاع


د. حازم قشوع
02-06-2023 03:43 PM

عندما نتحدث عن "على الفزاع " فيجب علينا ان نفتح صندوق الاردن المغلق هذا ما يصف به معالي ابو هشام وذلك لدرجة قرب مستشار جلالة الملك الخاص من الطوق الاول لصنع القرار وهذا ما يظهره ابن العواملة البار بعشيرته الأردنية الاستاذ على الفزاع عند بيانه لمحتوى عبارة او عند استطراده بالحديث عن موضوع يريد بيانه ...

وهو ايضا ما تبينه الجملة التي ينطق بها لاغراض الاستدلال وأما بحر الاستنتاج الذى يبحث عنه الجميع فان ذلك يمكن التقاطه فقط من باطن العبر وواقع الايماء او من وحى ظاهر مغزى الجمل وهى الصفات التي تجعل من بوح الحديث مع شخصية وازنة مثل معالي ابو هشام تحمل طابع خاص بالمعايير الفكرية لرجل دولة اعتاد لإرسال رسائل يفهما الخاصة بعناوين مقروءة من العامة .

ولعل طبيعة الجلوس مع شخصية سياسية عميقة بهذا الحجم تجعل من مفهوم الاستدلال فيها سيد الموقف وتجعل من المتلقي في حاله صفاء عميق كونها غالبا ما يستنبط المعاني من واقع الايماء وليس عبر الحديث المباشر الذى يصبح بلا فائد تذكر و لا مكان له من الاعراب في هذه الجلسات على حد وصف معالي ابو هشام حيث جاء ذلك اثناء حديثي واياه في جلسة عمل مطولة قبل ان اتشرف بلقاء جلالة الملك وتقديمي لكتاب الأوراق الملكية رؤية استراتيجية .

الاستاذ على الفزاع هو اعلامي خبير وسياسي متطلع كنت قد استضفته اخر مرة بجلسة ذات طابع خاص كانت بحضور "أصدقائي" المستشار الإعلامي احمد سلامة وعمدة الاعلام سمير الحيارى واخذ في حينها معالى المستشار ابو هشام يجوب بنا بالافاق السياسية من المنظور العام للدولة الأردنية لكنه كان يقف على كل فاصلة اراد التشديد عليها ويبين كل تفصيله يريد ارساءها في حاضنة الغداء التي كانت عنوان الجلسة وكنت على موعد لتكرارها مرة اخرى في وقت قريب مع الدكتور منير العفيشات ضابط الايقاع على حد وصف ابو هشام لكن خبر الترحم عليه حال دون تقبيل وجنتيه ..

فلقد كان معالي ابو هشام رحمه الله واسع الاطلاع وشديد الفراسة الا انه أبقي نهجه معنون ذلك الاديب الذى يفرض على الجميع التكلم بلغة المغزى حتى يرتقى بالحوار للمستويات العليا لتحمل الجلسة طابع خاص من مناخ يسمو للسقف العالي لكن وفق معايير صلبه ثابتة بواقعتيها على الارض ...

وهو ما يجعل لغة الحوار مع معالي ابو هشام لغة متصلة وواقعية كما يجعل من عناوين الجلسة منسجمة مع أرضية المعنى التي يتم عبرها تبادل أمواج الحديث برسائل مباشرة فيقراها من يفهم أبواب الدخول وعناوين الخروج من دون تجاذب في النقاش يصدر احكام لا تخدم المعنى لكنها تستند لحوار مبنى على رأي مفيد .

فلقد كان الاديب الحكيم على الفزاع دائما ما يردد لا تصدر "احكام بل قل آراء " فان زوايا النظر مختلفة لكن كلها مفيدة في بيت القرار والاتهامية مرفوضة وبغيطة عند اصدار الاحكام كما انها ليس لها ديدن في بيت الحكمة واما اقرار الاحكام فتفرضها مصلحة بيت القرار وليست المسوغات الصحيحة التي تختزلها مضامين الحقيقة وهذا ما جعل من ابو هشام رحمه الله شديد الاحترام للرأي الاخر وان اختلف معه بالعرض فهو يقبل الرأي من على ارضية موضوعية تفيد طابع الاستخلاص المعلوم .

ولم يكن معالي ابو هشام كاتب سياسي فحسب بل كان رحمه الله ذلك الاديب الشاعر و المثقف الوازن والاعلامي المتابع لكل التفاصيل كيف لا وهو القريب من الطوق الاول لصنع القرار المناط به المعلومة والاحاطة واضافة المعنى لبيت المبنى وهذا ما جعله المستشار الامين على الكلمة والمصمم للجملة المفيدة في بيان الرسالة والناحت لعبارة المنطوق الملكي السامي .

واذ نستذكر مناقب فقيد الاردن وامين الكلمة ورجل الدولة معالي المستشار على الفزاع العواملة ونشارك اهل وذويه تقبل خالص العزاء فاننا نبتهل الى الله جلة قدرته ان يسكنه في جنات النعيم مع الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا ،،،

فلقد صدق ابو هشام وعهده وصلح عمله واجتهد لينال رضى الله ومبتغاه في الجنة حيث كان رحمه الله قد سخر حياته لخدمة مليكه وشعبه والدفاع عن الاردن ومنجزاته ،،،،،ومن اجل سيرة الخير ومسيرة العطاء التي امضاها في خدمة الاردن وشخصية الوقار التي يحملها المقرونة بدماثة الخلق وعظيم الاخلاق .... فيستحق "على الفزاع" منا جميعا الثناء وحسن الدعاء برجاء ان يسكنه الله بواسع رحمته وان ينزله بجنات النعيم انه سميع مجيب ، اللهم امين ،، ولروحه الفاتحة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :